منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Empty
مُساهمةموضوع: مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )   مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Emptyالجمعة 10 أكتوبر 2008 - 10:03

خارج دائرة الضوء


حــرب أكتوبـــــــر‏1
ما بين‏5‏ يونيو‏67‏ و‏8‏ أغسطس‏1972‏
رأينا رأس العش وإغراق إيلات المدمرة
ونسف إيلات الميناء و‏500‏ يوم حرب استنزاف‏!‏
‏بقلم : إبـراهيـم حجـازي


‏‏الزمن يجري والسنوات تمر ونحن في غفلة‏!‏
حرب أكتوبر‏1973‏ مرت عليها‏35‏ سنة بما يعني أن المصريين الذين هم في سن الـ‏40‏ الآن‏..‏ كانوا في الخامسة من عمرهم وقتها ولايعرفون شيئا عنها‏..‏ وهنا تطل علينا حقيقة لا نحب أن نراها وهي أن كل من هم أقل من الـ‏40‏ سنة في هذه السنة أعدادهم في تزايد كل سنة وكلها كام سنة ويصبحون الأغلبية العظمي من تعداد وطن سيكتشف يوما أنه لا توجد في ذاكرته أي حاجة تذكر عن أعظم انتصارات أمة‏!‏

حلم حياتي أن تنتج القوات المسلحة ولا أحد غيرها فيلما عالميا عن حرب أكتوبر‏1973.‏

هذا الحلم لا يفارقني لدرجة أنه جعلني أري أمامي تترات الفيلم وهي مشاهد متتالية من سيناء يوم‏5‏ يونيو‏1967‏ وما تلاها من أيام إلي أن نصل إلي آخر مشاهد التتر أو المقدمة التي تسبق الفيلم وآخر مشهد القوات المصرية الشاردة المنسحبة وهي تخوض في مياه القناة من الشرق إلي الغرب تاركة وراءها سلاحها وذخيرتها وأرضها وعند هذا المشهد تثبت الصورة‏'FiXCADR‏ س لتكون آخر كادر في تترات الفيلم‏!.‏

آخر مشهد في التتر جنود يرمون بأنفسهم في القناة تاركين الشرق متجهين إلي الغرب‏!.‏ تاركين سيناء الأرض والشرف والعزة والكرامة‏.‏ آخر مشهد في مقدمة الفيلم‏..‏ شاهد إثبات علي أبشع هزيمـــة يمكــن أن تلحق بجيش في العالم‏!.‏ آخر مشهد لسان حاله يقــول مستحيـــل أن تصلب مصــــر عودهـا وتفكر في أرضها قبل‏30‏ سنة‏!‏

وتنتهي تترات الفيلم الحزينة لتبدأ الأحداث بقرار للعدو أراد أن يقضي به علي ما قد يكون متبقيا من معنويات جيش وكرامة شعب‏..‏ قرر الصهاينة الاستيلاء علي بورفؤاد باعتبارها المدينة الوحيدة في الشرق التي لم تسقط ولم يكن هذا بيت القصيد‏,‏ إنما كان الهدف إقامة مؤتمر صحفي عالمي لصقور الصهاينة من علي أرض بورفؤاد التي هي ليست بأي مدينة باعتبارها الشقيقة الصغري لمدينة بورسعيد التي يعرف العالم كله أنها الصمود وليست فقط الرمز للصمود‏..‏ وعندما ينتهك الصهاينة عرض بورفؤاد التي يفصلها عن بورسعيد القناة‏..‏ عندما يفعلون ذلك فهذه إشارة إلي أن أيديهم طايلة والدور علي بورسعيد وأن أي شيء بإمكانهم أن يفعلوه طالما جيش مصر انسحب وانهزم دون أن يحارب‏!‏

هذا ما أرادوه وقرروه إلا أن الله عز وجل كان له قرار آخر‏..‏ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين‏.‏

الذي أراده اليهود هو الاستيلاء علي بورفؤاد بغرض دهس كرامة شعب ومحو معنويات جيش‏..‏ إلا أن كلمة الله هي العليا وإرادة الله تمحو كل الإرادات‏..‏ والله أراد لهم ما دبروه لنا‏!.‏ أراد لهم أن يقوموا بحملة عسكرية هائلة للاستيلاء علي آخر مدينة مصرية في الشرق‏..‏ وفرض الله علينا القتال في معركة غير متكافئة علي الإطلاق‏..‏ فرضها الله علينا حتي نعرف أننا لم نمت وأننا نقدر علي الصمود أمامهم بل والنيل منهم‏!‏

أراد الله لنا هذه المعركة لأجل ألا تمر هزيمة‏1967‏ والمقاتل المصري لم تتح له فرصة مقاتلة العدو‏..‏ ليعرف أين هو من هذا العدو‏!.‏ أراد الله هذه المعركة لأن هذه المواجهة لم تحدث من قبل لا في‏1948‏ ولا في‏1956‏ ولا في‏1967‏ وفي كل مرة تحسب علينا هزيمة ونحن أصلا لم نحارب لنعرف علي الأقل هل العيب فينا أم أن الميزة فيهم‏!‏

أراد الله هذه المعركة التي استمرت ليلة بأكملها لم يستطع خلالها طابور مدرع صهيوني تري أوله العين ولا تدرك آخره‏..‏ طابور لم يستطع التقدم مترا واحدا أمام مقاتلين مصريين أقسموا علي ألا يمر العدو إلا علي جثثهم وخلاف هذا لن يتقدم العدو شبرا واحدا‏!‏ أراد الله معركة رأس العش لنعرف نحن أننا أحياء ونعرف أننا أقوياء ونعرف أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر خيال ووهم صنعوه وصدقوه وكدنا نؤمن به ونستسلم له بعد حرب‏5‏ يونيو‏!.‏

أراد الله أن نري بعيوننا وعقولنا وقلوبنا بذرة الأمل وهي تنبت في رحم الهزيمة‏!.‏ أراد الله معركة رأس العش لأجل أن نثق في أنفسنا ونثق في أننا نقدر علي التصدي لهم ونلزمهم مكانهم‏!.‏ أراد الله رأس العش ليعرف الصهاينة أن المصريين ليسوا صيدا سهلا ولن يكونوا‏!.‏ أرادها الله ليعرف الصهاينة أنه ليست كل اللحوم تؤكل وأن المصريين لحمهم مر‏!‏

خلاصة القول إن حرب‏6‏ أكتوبر بدأت فعالياتها من يوم‏1‏ يوليو‏1967..‏ يوم معركة رأس العش التي اطمأنت مصر فيها واطمأن قلب مصر خلالها إلي أنها وطن خير أجناد الله علي الأرض‏!‏

معركة رأس العش أرادها الله لنعرف أن الهزيمة أمام الصهاينة ليست قدرا مكتوبا علينا أو أنها الحقيقة الوحيدة في حياتنا‏!.‏

أرادها الله في توقيت دقيق غريب فيه جيش مصر يلملم نفسه وبشق الأنفس ويلصم ما يقدر عليه من وحدات‏..‏ ومن إحداها هؤلاء المقاتلون الذين فرض الله عليهم قتالا غير متكافئ علي الإطلاق في معركة رأس العش‏..‏

كل الظروف ليست في مصلحتنا ومع هذا فرضها الله علينا لأجل أن نوقن ونؤمن بأنه خلقنا لنصمد ونتصدي ونواجه وننتصر‏..‏ وهذا ما حدث‏..‏ والذي حدث في تلك الفترة صعب جدا رصده علي شخص مثل العبد لله ليس تحت يديه كل المعلومات‏.‏ وهنا شكر وامتنان وتقدير للخبير العسكري اللواء عبد المنعم كاتو‏..‏ الذي هو بحق موسوعة معلومات مدققة موثقة لهذه المرحلة البالغة الأهمية في تاريخ الوطن‏!‏

كل الظروف ضدنا‏!.‏ عدو في عمق مصر علي القناة بعد أن احتل سيناء بأكملها ويربض علي مواجهة طولها‏165‏ كيلومترا ما بين السويس وبورسعيد‏!.‏ أهالي ثلاث محافظات تم تشريدهم سنوات بسبب التهجير‏!‏ دول العالم كله باتت قناعتها تامة بأن العرب لا وزن لهم وأن كل ما يملكونه الكلام وأن إسرائيل أقوي وأهم وأفيد من كل الدول العربية مجتمعة‏!.‏ الدنيا كلها تسخر منا وتشفق علينا‏!.‏ الشماتة ظهرت ووضحت والنفوس الضعيفة الوضيعة انفضحت والشماتة استهدفت مصر وحدها والمؤلم أنها جاءت من أقاربنا وشماتة الصديق تدمي‏..‏ لكن شماتة العدو لا تغني‏!.‏ الشعب معنوياته في الأرض والجيش في حاجة إلي ثقة وانضباط وسلاح ومعدات وتدريب شاق‏!.‏ المرحلة تفرض علينا أن نصمد لثبات الوضع علي ما هو عليه لأن أي تراجع سيقضي علينا ولابد من الصمود إلي أن يتم إعادة التنظيم وبدء مرحلة البناء والتخطيط للمستقبل‏.‏

بعد معركة رأس العش أيقن الصهاينة أنهم أمام شعب ليس له حل‏..‏ وأنه لابد من الضغط المستمر علي المصريين حتي لا يأخذوا فرصة تفكير وفي يومي‏14‏ و‏15‏ يوليو قام العدو بقصف علي طول الجبهة لمدن القناة وتصدت المدفعية المصرية لهم فقام العدو بهجوم جوي عليها وتصدي له الطيران المصري الذي أجبر المقاتلات الصهيونية علي الفرار للشرق وهو خلفها وفي عودته قام بقصف مواقع إسرائيلية في سيناء‏..‏ وفي‏30‏ أغسطس عقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم صدر عنه قرار اللاءات الثلاثة‏..‏ لا للتفاوض ـ لا للاستسلام ـ لا لاستمرار احتلال الأرض‏!.‏

القرار العربي هذه المرة لم يكن استمرارا للشعارات‏..‏ لأن أي عاقل مستحيل أن يقبل فكرة التفاوض وهو في الوضع راكعا لأن الكلام سيكون في اتجاه واحد ومتي كان للمهزوم حق إبداء رأي‏!.‏

العالم وقتها وقع علي ظهره من كثرة الضحك علينا وعلي الوهم المعشش في عقولنا‏!.‏ العالم كله تلك قناعته وهو معذور فيها لأن الظروف لم تسمح له بفرصة التعرف عن قرب علي شعب عبقري لم يفقد سنتيمترا واحدا من أرضه علي مدي التاريخ رغم تعرض مصر للاحتلال سبع مرات‏!.‏ العالم كله يقينه أن العرب ومصر تحديدا في الطراوة وصعب جدا بعد هزيمة‏5‏ يونيو أن يؤخذ أي كلام لهم علي محمل الجد‏!.‏

العالم كله نسي أنه علي أرض مصر في كل الأزمنة خير أجناد الأرض‏..‏ وهذا ما وضح بعد أربعة أشهر و‏16‏ يوما من يوم‏5‏ يونيو‏!.‏

الشهر أكتوبر‏1967‏ في اليوم الحادي والعشرين وفيه صدر قرار‏!.‏ قرار شجاع لابد منه لأجل شعب حقه أن يفخر بعد طول انكسار وجيش يتطلع لنسف حاجز رهبة من العدو الصهيوني‏!.‏ القرار عمل عسكري ليعرف العالم أن العرب لم ولن يستسلموا وليعرف العدو أنه في متناولنا ونقدر عليه ونعرف نحن أن الصهاينة لا أسطورة ولا حاجة‏...‏

واذا كانت أسلحتنا ومعداتنا أقل عددا وكفاءة إلا أنها هائلة الخطورة وشديدة الفتك لأن العبرة فيمن يحمل السلاح‏..‏ في إيمانه في انتمائه في شجاعته في حب وطن يعيش في قلبه‏!.‏

المدمرة إيلات هي الهدف وتدميرها هو القرار‏..‏ وربما يكون الصهاينة السبب في اختيار هذه المدمرة للتدمير والخروج من الخدمة بل من الدنيا كلها‏!.‏ ربما يكونون هم الذين اختاروها للموت هي ومن عليها لا نحن‏..‏ عندما سمحوا لها بالتنطيط قبالة سواحلنا وداخل مياهنا الإقليمية بأسلوب غبي مستفز للنفوس والعقول وخادش للكرامة‏!.‏ تركوا المدمرة إيلات تتمخطر في مواجهة شواطئنا وعن عمد تدخل مياهنا الإقليمية أي تنتهك حدودنا بكل غطرسة اعتمادا علي أن أحدا لن ينطق وهل للمهزوم صوت وإن حدث وخرج له صوت فسيكون محشرجا مبحوحا قد لا يسمعه هو نفسه‏!.‏

المدمرة إيلات قبالة بورسعيد وعلي متنها دفعة التخرج من الكلية البحرية الإسرائيلية واليوم‏21‏ أكتوبر‏1967‏ والقرار المصري تدمير هذا الهدف‏!.‏ خرج زورق صواريخ مصري من قاعدة بورسعيد وحجم هذا الزورق قد يكون واحدا علي ألف من حجم المدمرة إيلات‏..‏ لكن الحدوتة لا هي بالحجم ولا هي بالكثرة ولا هي بوقوف العالم كله مع العدو‏..‏ الحدوتة‏..‏ عقيدة وانتماء وقلوب وعقول ونفوس لا تخشي الموت ولا تخاف إلا خالقها‏!‏

يمكن القول إن نظرة العالم اختلفت جذريا قبل وبعد‏21‏ أكتوبر‏1967.‏

نظرة السخرية لنا والإشفاق علينا قبل‏21‏ أكتوبر‏..‏ ونظرة الدهشة والصدمة التي أصابت العالم بعد‏21‏ أكتوبر‏..‏ بعد أن رقدت إيلات في قاع البحر المتوسط وأخذت معها الغطرسة الصهيونية الكدابة‏!.‏

ضرب المدمرة إيلات وتمزيقها وإغراقها بمن عليها وبمن هم داخلها‏..‏ هذه العملية العسكرية الشجاعة الجريئة‏..‏ أذهلت دول العالم‏..‏ أذهلت العدو منها قبل الصديق وأجبرت الجميع علي حتمية إعادة النظر مرة ثانية في قضية الصراع العربي الصهيوني‏!.‏ ضرب المدمرة إيلات رآه العالم رسالة مصرية محددة وواضحة في أن العرب لن يتركوا أرضهم‏!.‏ تدمير هذه المدمرة العملاقة الهائلة‏..‏ رسالة داخلية رفعت معنويات شعب وأعادت ثقة للجيش‏!.‏

رأس العش عنوان للثقة وإغراق المدمرة إيلات الإمساك علي الثقة وعندما تعود الثقة إلي القلوب والنفوس والعقول‏..‏ من وقتها بإمكانه أن يقف أمام الرجال‏!.‏

القيادة السياسية في وقتها هي أول من شعر وأحس بعودة الثقة وهذا ما جعلها تصدر قرارا آخر يوم‏25‏ نوفمبر‏1967‏ بمقتضاه حصلت القوات الموجودة في خط النار علي حرية الرد علي العدو فيما لو قصف قواتنا‏..‏ وهذا القرار في ذاك التوقيت أراح صدور المقاتلين ومن الآن‏..‏ العين بالعين والويل لهم إن اشتبكوا‏!.‏ القرار جاء قراءة جيدة لما في عقول وقلوب ضباطنا وجنودنا المنقوطين من غطرسة عدو يعيش دور المنتصر المكتسح في حرب لم يطلق فيها طلقة لأن جيش مصر انسحب قبل أن يحارب‏!.‏

‏8‏ سبتمبر عام‏1968‏ لعله يكون أول يوم في تاريخ العسكرية المصرية الذي يري نيران مدفعية بمثل هذا الكم الهائل حيث قامت المدفعية المصرية علي طول خط القناة بأعنف قصف رأته هذه المنطقة علي مدي تاريخها حتي هذا اليوم‏!.‏ تحضيرات مدفعية من قسوتها وجبروتها بدت كطاقة جحيم لا ينضب من الغرب يصب غضبه علي الشرق وهذا القصف في هذا اليوم دمر أغلب تحصينات العدو التي كان يقوم بتشييدها ومن قوة نيران المدفعية وشدتها تدخلت الأمم المتحدة والدول الكبري لأجل وقف سيل الجحيم الذي صنعته فوهات المدافع المصرية ووصلت أصداؤه لكل المراقبين العالميين لينتزع ردود فعل عالمية متضادة ما بين الإعحاب والدهشة والحنق والغيظ‏..‏ والذي حدث في هذا اليوم جعله عن جدارة يستحق أن يكون عيدا للمدفعية المصرية‏!.‏

الاستعدادات لم تتوقف لحظة طوال الفترة التي تلت يونيو‏1967.‏ كل وحدة من وحدات القوات المسلحة بدأت إعدادها من أول السطر علي أول صفحة في دفتر جديد‏!.‏ بدأ الإعداد من أول وجديد لهدف واضح ومحدد هو تحرير أرضنا‏!.‏

مرحلة تدريب شاقة وجادة جدا وأقسم بالله أننا في القوات الخاصة خلال هذه الفترة وحتي قرار الحرب‏..‏ خضنا تدريبات عنيفة جدا وخضعنا لضغوط نفسية وبدنية هائلة جدا‏..‏

لأن طبيعة المهام التي تقوم بها القوات الخاصة صعبة جدا ولابد أن يتعرض المقاتل باستمرار في التدريبات للأصعب لأجل ألا يفاجأ وقت العمليات بما هو أصعب‏!.‏

وحدات جيش مصر باتت قادرة علي الانتقال من مرحلة الدفاع عما هو قائم والصمود علي ما هو واقع إلي مرحلة مهاجمة العدو في أي وقت وأي مكان في سيناء التي يدنسونها أو داخل حدودهم المتصورين أنهم يحمونها‏!.‏

عندما وصلت وحدات جيش مصر في الأسلحة المختلفة إلي هذه المرحلة من الإعداد‏..‏ قررت القيادة بدء حرب الاستنزاف في‏8‏ مارس‏1969‏ وهي فترة زمنية مستحيل أن تنسي‏..‏

مستحيل أن ينساها العدو من الأهوال التي تعرض لها ومستحيل أن ينساها جيش مصر لأن الـ‏500‏ يوم عمر حرب الاستنزاف التي انتهت في‏8‏ أغسطس‏1970..‏

لم تكن الخمسمائة يوم مثل أي أيام مرت قبلها أو ستجيء بعدها لأن الاشتباكات الحربية التي قام بها المقاتلون المصريون خلالها كانت علي مدار الساعة لا اليوم‏!.‏ يوميا ثلاثة قصفات مدفعية‏!.‏ يوميا المتوسط‏15‏ اشتباكا بالدبابات والأسلحة المضادة للدبابات والرشاشات الثقيلة‏!.‏ يوميا في المتوسط ثلاث دوريات تندفع من الغرب إلي الشرق في مهام مختلفة بدءا من استطلاع قوات العدو ومرورا بنسف معسكرات للعدو ونهاية بخطف جنود للعدو‏!.‏ يوميا دوريات داخلة سيناء ودوريات خارجة من سيناء‏!.‏ أسبوعيا من غارة إلي غارتين علي النقاط القوية علي طول خط المواجهة وفي عمق سيناء ومن هذه الإغارات أذكر‏:‏

ليلة‏13‏ مارس‏1969‏ أغارت دورية مصرية علي رتل عربات للعدو يحمل ذخائر مكون من‏13‏ سيارة وتمكنت من إصابتها وظلت النيران مشتعلة في طابور العربات لمدة يوم ولا أحد قادر علي الاقتراب نتيجة انفجارات الذخائر التي كانت في العربات‏!.‏ في نفس اليوم نجحت دورية أخري في العودة بأول أسير إسرائيلي من نقطة جنوب البحيرات بعد إغارة ناجحة شجاعة لدورية مصرية‏!.‏

في‏17‏ أبريل‏1969‏ صدرت الأوامر بتدمير دشم العدو بواسطة الضرب المباشر من المدفعية أو الدبابات وأول عملية تسببت في قتل عشرات الإسرائيليين‏..‏ وهذه العملية أفقدت العدو صوابه ليقوم بضرب محولات قناطر نجع حمادي في‏29‏ أبريل‏.‏

العدو لم يكتف بضرب قناطر نجع حمادي إنما راح يفكر في أعمال يرفع بها معنويات جيشه وشعبه بسبب الـ‏500‏ يوم استنزاف‏!.‏ العدو لم يكن يريد عمليات علي القناة لأن الخسائر متوقعة فراح يبحث عن عمليات مضمون عدم وقوع خسائر له فيها ويحقق بها دعاية لنفسه ويرفع من خلالها معنويات جيشه ويحبط بها المصريين‏!‏ في العملية الأشهر‏..‏ قام إبراهام أدان بإغارة علي منطقة الزعفرانة حيث لا توجد قوات بالمعني المفهوم‏..‏ المهم أنه في هذه العملية خطف رادار وحصل علي معدات وذخائر من خلال الإغارة علي منطقة بلا حماية تقريبا‏!.‏ هذه العملية قامت بها سفينتان للعدو‏..‏ واحدة للإبرار والثانية حاملة جنود والعملية فضحونا بها في العالم كله والدعاية لها هائلة ربما للتغطية علي المجازر التي تعرضوا لها في الـ‏500‏ يوم حرب استنزاف‏!.‏

القيادة المصرية قررت الرد علي عملية الرادار بإغراق السفينتين اللتين أغارتا علي الزعفرانة وضرب ميناء إيلات وهذا معناه أننا قادرون علي أن نطولهم داخل أرضهم‏!.‏ القوات البحرية تكفلت بالمهمة وقائدها الفريق محمود فهمي جاهز للتكليف لأن قواته في مختلف وحدات البحرية جاهزة ولأنه يعلم يقينا أن ضفادع مصر البشرية من أكفأ المقاتلين في العالم وهذا ما أثبتوه في مهمة تأديب إيلات ذلك الميناء الذي دخلته ضفادع مصر ثلاث مرات بثلاث عمليات علي التوالي دون أن ينكشف أمرها وهذه جرأة لم تحدث في أي حرب من قبل لأن الضفادع إن دخلت مكانا لا تعود له ثانية وهذا عرف بحري معروف‏!.‏ المرة الأولي يومي‏15‏ و‏16‏ نوفمبر‏1968‏ ودمروا فيها سفينتين‏!,‏ وفي يومي‏5‏ و‏6‏ فبراير‏1970‏ قامت الضفادع البشرية بالعملية الثانية ودمرت السفينتين اللتين أغارتا علي الزعفرانة وقبل مرور شهرين نفذت ضفادع مصر البشرية العملية الثالثة علي إيلات وفيها دمرت نصف الميناء وقتلت نصف دستة ضفادع للعدو‏..‏

أما الانتصار الحقيقي لنا‏..‏ أن ضفادع مصر البشرية اقتلعت من عقول الصهاينة فكرة الأمان ورسخت في عقولنا حقيقة أنهم في متناولنا‏!.‏

وقبل أن توقف حرب الاستنزاف استعدادا لحرب أكتوبر‏..‏ قرر مقاتلونا في قطاع بورسعيد أن يتركوا للعدو ذكري وكانت في‏30‏ مايو‏1970‏ وهذا اليوم أطلقوا عليه في إسرائيل الاثنين الحزين وهو حزين لأن مجموعة قتال مصرية قامت بعمل كمين مزدوج ما بين التينة وشمال القنطرة لاصطياد قول مدرع للعدو‏..‏ وحدث ووقع الطابور المدرع في الكمين ودمرت دبابتان وثلاث مدرعات وقتل وأصيب‏30‏ إسرائيليا وتم أسر اثنين‏!.‏

وتوقفت حرب الاستنزاف بعد أن حققت أهدافها تماما وأولها التعرف علي حقيقة وقدرات الجندي الإسرائيلي وثانيها استعادة الثقة وثالثها كسر حاجز نفسي رهيب بدأ نموه من عام‏1948‏ ورابعها الثقة التامة في التخطيط والتنفيذ وخامسها تلاحم الشعب والجيش‏!.‏

توقفت حرب الاستنزاف التي كانت أكبر خسائرها علينا استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض يوم‏9‏ مارس أثناء تفقده الجبهة‏..‏ وخلاف هذه الخسارة كانت حرب الاستنزاف كابوسا مرعبا للعدو لأنه ما من يوم إلا وفيه اشتباكات معه وخسائر له‏!.‏

توقفت حرب الاستنزاف لتبدأ مرحلة اللمسات الأخيرة انتظارا لأهم قرار في تاريخ المحروسة‏..‏ قرار اقتحام القناة والحرب الشاملة بمواجهة‏165‏ كيلو مترا‏...‏

وهذه حكاية فيها ألف حكاية‏!.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )   مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Emptyالجمعة 24 أكتوبر 2008 - 9:04


أتابع معكم أخوتي الأعزاء هذه السلسلة للأستاذ ابراهيم حجازي من أهرام الجمعة

خارج دائرة الضوء
حــرب أكتوبـــــــر‏3
عبقرية التخطيط وشجاعة المقاتلين
وراء تنفيذ‏100‏ مهمة عسكرية في أول ساعة قتال‏!‏
‏بقلم : إبـراهيـم حجـازي ‏


‏‏قالوا‏..‏ والذين قالوا هم الصهاينة ومن ورائهم العالم كله‏:‏ إن الاقتراب من قناة السويس انتحار‏!.‏ وأن خسائر الجيش المصري في أول يوم قتال إذا ما فكر في اقتحام القناة ستكون أكثر من‏60‏ في المائة‏!.‏ وأن جيش مصر لن يقدر علي إقامة أول كوبري علي القناة إلا بعد مرور‏24‏ ساعة من بدء المعركة‏!.‏

هم قالوا هذا وصدقوا ذلك والعالم كله وراءهم مقتنع مثلهم ويقول كلامهم ولا أحد علي ظهر الأرض له رأي مختلف إلا المصريين‏!.‏

المصريون قناعتهم أنه إذا كان الاقتراب من القناة انتحارا فإن الاكتفاء بالضفة الغربية للقناة‏..‏ يعني أننا شعب مات ومحسوب غلط علي الأحياء‏!.‏

جيش مصر بعد أن أنهي حرب الاستنزاف بات علي قناعة تامة بقدرته علي اقتحام القناة واجتياح الساتر الترابي والاستيلاء علي نقاط خط بارليف القوية‏!.‏

جيش مصر بعد صمود الأيام الصعبة السوداء في أعقاب‏5‏ يونيو‏1967‏ وبعد قرار العين بالعين ودخول مرحلة الرد علي بلطجة الصهاينة العسكرية السياسية‏..‏ الرد بإغراق إيلات المدمرة وتفجير إيلات الميناء‏..‏ وبعد‏500‏ يوم استنزاف للعدو لم يهنأ فيها يوما بدون خسائر في الأرواح والمعدات والمعنويات‏!.‏

...‏ بعد الصمود والرد والاستنزاف جيش مصر قادر علي دخول الحرب والانتصار علي الصهاينة وإثبات أن حدوتة الاقتراب من القناة انتحار ما هي إلا أوهام صنعوها وقالوها وصدقوها من جانب واحد لم يضع في اعتباره الجانب الآخر وكأن المصريين ماتوا‏!.‏

وجاء الرد من جيش مصر عملا لا قولا وبعد‏540‏ دقيقة فقط من الضربة الجوية علي أرض سيناء‏80‏ ألف مقاتل مصري‏!.‏

باسم الله ولا قوة إلا بالله‏80‏ ألف مقاتل أغلبهم اقتحم القناة في قوارب من المطاط دون اعتبار إلي أن القناة لم تعد ذاك الممر المائي المعروف إنما هي الآن أقوي وأصعب وأشرس مانع مائي عرفته الحروب العسكرية‏..‏ لأن تيار السحب هائل والأصعب أنه متغير ولأن المد والجزر يتسببان في ارتفاع وانخفاض منسوب الماء أمتارا ولأن المياه مليئة بمختلف أنواع الألغام البحرية وما أشرسها وأبشعها ولأن سطح ماء القناة جاهز لأن يكون جهنم الحمراء في لا وقت بشبكة أنابيب النابلم والبترول التي تغطي سطح القناة علي طول خط المواجهة‏!.‏

أفيقي أيتها الدنيا واعرفي أن جيش مصر رجال لا يعرفون المستحيل وفي صدورهم قلوب لا تعرف الخوف‏..‏ رجال أثبتت الأيام أن كل لحظة في حياتهم ملحمة شجاعة وفداء وانتماء‏..‏

جيش مصر إعجاز حقق معجزات وأولها أن يكون له في الشرق‏80‏ ألف مقاتل بعد ساعات من القتال وثانيها الأداء القتالي الأسطوري لتنفيذ خطة هجوم هائلة رائعة نفذتها بدقة متناهية الوحدات المختلفة للقوات المسلحة التي قامت بأدوارها منفردة ومجتمعة وكأنها تعزف سيمفونية بالطيران والمدفعية والمدرعات والدفاع الجوي والمشاة والمهندسين والقوات الخاصة‏!.‏

قواتنا المسلحة قدمت نموذجا متفردا في القتال والجرأة وفي الشجاعة وفي استخدام السلاح وفي تعويض فارق التسليح كما وكيفا بيننا وبين العدو الذي يملك أحدث ما في ترسانة أمريكا العسكرية وما عندنا من سلاح أغلبه كان مستخدما في الحرب العالمية الثانية‏...‏

فعلا قواتنا المسلحة عزفت سيمفونية‏..‏ لكنها سيمفونية جهنم الحمراء‏!.‏

أنا لن أتكلم عما حدث لكنني أستشهد بشهاداتهم عن الأحداث علي خط النار‏!.‏

أتصفح مع حضراتكم كتابا مهما جدا أصدره الزميل الأستاذ إسلام الشافعي الذي يتقن اللغة العبرية والصحفي بالقسم الخارجي لجريدة الوفد‏..‏ والكتاب عنوانه حرب الأيام الأربعة من داخل غرفة عمليات الجيش الإسرائيلي‏.‏ وقيمة وأهمية الكتاب أنه نشر الترجمة الحرفية لأحاديث وحوارات واتصالات القادة الصهاينة والبلاغات العسكرية التي تمت علي الجبهة وترجع أهمية الوثائق إلي أن الذي سجلها الجنرال شاموئيل جونين قائد المنطقة العسكرية الجنوبية المواجهة للجيش المصري علي القناة‏.‏

يقول البلاغ الأول للعدو‏:‏ في الساعة‏14.05(‏ الثانية وخمس دقائق بعد ظهر‏6‏ أكتوبر‏)‏ المصريون يقصفون الكتيبة‏184‏ الطاسة‏.‏ المصريون يقصفون الطاسة‏.‏ الدبابات المصرية تقف علي الضفة الغربية وتفتح نيرانها علي حصون خط بارليف‏.‏ هجوم جوي علي شرم الشيخ‏.‏ بدء عمل الصواريخ أرض ـ أرض‏.‏ قصف جوي مكثف علي أم خشيب‏(‏ موقع غرفة عمليات قيادة الجيش الإسرائيلي في سيناء‏).‏

البلاغ الإسرائيلي الثاني‏:‏ المصريون استولوا علي أحد الحصون في الجنوب‏..‏ الضغط هائل علي الحصون ومحاولات ناجحة للاستيلاء عليها بإطلاق النيران الكثيفة‏.‏ لا توجد قوات مصرية شرق القناة‏.‏ نجح المصريون في تدمير حصن مفريكيت‏.‏ انقطاع الاتصال مع حصن أوركال‏.‏ قوات المشاة المصرية تهاجم موقع نيسان‏.‏ مئات المصريين عبروا القناة‏.‏ تزايد أعداد القتلي والجرحي علي خط بارليف‏.‏

البلاغ الثالث‏:‏ المصريون يحدثون ضجة كبيرة ويهللون بكلمة الله أكبر خلال العبور‏.‏ المصريون يرفعون الأعلام المصرية شرق القناة‏.‏ صدمة كبيرة لدي الجنود خاصة من النيران الشديدة للطيران والمدفعية‏.‏ المشاة المصريون يعبرون بأعداد كبيرة تتبعهم الدبابات‏.‏

جونين قائد الجبهة بعد البلاغ العسكري الثالث سجل في المذكرات التي تركها وأفرجت المخابرات الإسرائيلية عن بعضها بعد مرور‏30‏ سنة علي الحرب‏..‏ سجل السطور التالية‏:‏

بعد البلاغ الثالث بدأت نداءات القادة الإسرائيليين تعلو صارخة تطلب المساندة الجوية بعد أن رسخ في ذهن الجيش الإسرائيلي بأكمله بعد حرب‏1967‏ أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر علي فعل أي شيء وكل شيء لكن هذه المرة لم يكن الأمر كما نعتقد‏..‏ لقد نجحت قوات الدفاع الجوي المصري المزودة بصواريخ سام‏2‏ وسام‏3‏ وسام‏6‏ في السيطرة تماما علي سماء قناة السويس وكذلك طيارو الميج المصريون أصبحوا أمهر بكثير مما كنا نعرفه عنهم من الحروب السابقة‏.‏ لقد أصبح عنصر المفاجأة في أيدي العدو هذه المرة وسلاح الجو الإسرائيلي أصبح عاجزا عن فعل أي شيء خاصة أنه مطلوب أيضا لتلبية النداءات في المنطقة الشمالية‏(‏ سوريا‏)‏ وهناك المسافة صغيرة جدا بين خطوط القتال والجبهة الداخلية‏.‏

البلاغ الرابع‏:‏ نداءات طلب المساعدة الجوية تتزايد علي طول خط المواجهة مع القوات المصرية‏..‏ أريد بني‏..‏ أريد بني

توضيح من عندنا‏:‏ قائد سلاح الطيران الإسرائيلي اسمه بنيامين والنداء اختصار لاسم وإشارة إلي سلاح‏..‏ وعموما الطيران لم يحضر ولم يساعد لأن بني نفسه بعد يوم‏8‏ أكتوبر أصدر أمرا للطيارين بعدم الاقتراب من القناة لمسافة‏15‏ كيلو مترا لأن الدفاع الجوي المصري جعل الداخل فيها مفقودا والخارج مولودا‏!‏

هذه عينة من البلاغات العسكرية الإسرائيلية وهي أول رد فعل علي قرار الحرب واقتحام القناة واكتشاف العدو أنه أمام مقاتل ليس له حل ولا شيء يوقفه‏..‏ لا مانع مائي ولا ألغام ولا ساتر ترابي ولا نقط قوية‏!‏

أنا لن أتكلم عن جيش مصر ولا ما فعله وحوش مصر‏..‏ لكني أنقل لحضراتكم النص الحرفي لأخطر تصريحات لأهم منصب عسكري‏.‏ تصريحات موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي للتليفزيون الإسرائيلي ومنعت جولدا مائير إعادة إذاعتها حماية لما تبقي من روح معنوية لدي جنودهم‏!.‏ ديان قال هذا الكلام في مؤتمر صحفي مساء يوم‏9‏ أكتوبر وليس في قعدة داخل حجرة مغلقة‏.‏ قال‏:‏

'‏الجهود الإسرائيلية ناجحة في تحييد الجبهة السورية‏.‏

_________________
مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 61862110 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 32210 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) No_us_10

أبـوروان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )   مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Emptyالجمعة 24 أكتوبر 2008 - 9:06


الموقف المصري صعب ولاتتوافر لنا إمكانات في الوقت الحاضر لرد المصريين إلي ما وراء القناة‏.‏

إن لدي المصريين معدات متنوعة وفعالة وممتازة خاصة ما يتعلق بالتسليح الفردي ضد الدبابات‏..‏ علاوة علي دباباتهم ومدفعيتهم والصواريخ والشيء الوحيد الذي نتفوق فيه هو الطيران إلا أن الصواريخ تشكل صعوبة بالنسبة لنا‏.‏

لقد أدرك العالم كله الآن أننا لسنا أكثر قوة من المصريين وأن الهالة التي كانت علي الجيش الإسرائيلي قد سقطت‏...‏

إننا نفكر في الانسحاب إلي خطوط أقل تبعثرا وأكثر أمنا ونحن ندفع الضريبة كل يوم في صورة فقد معدات وقوات وطيارين وطائرات ودبابات‏!‏

لقد تدمرت لنا مئات الدبابات وفقدنا‏50‏ طائرة خلال ثلاثة أيام وأنني آمل أن يرسل لنا الأمريكيون طائرات ودبابات وقد وافقوا علي ذلك‏!‏

انتهي كلام ديان في المؤتمر الصحفي وكلامه لم يأت من فراغ وأيضا لم يذكر كل الحقيقة لأن الحقيقة في الحقيقة مخيفة ومرعبة وبالغة القسوة علي عدو لم يخطر علي باله في لحظة أنه علي موعد مع جهنم‏!‏

ديان اكتشف أن المواجهة مع المصريين هذه المرة مختلفة تماما وأن الحرب ضدهم لم تعد ضربة طيران ينتهي بعدها كل شيء‏!.‏ اكتشف ديان أن المصريين مقاتلون لا يعرفون المستحيل ولا شيء يوقفهم لأنه لا شيء يخيفهم ومما يخافون والموت نفسه لا يخشونه ولعل هذه الحقيقة هي التي دفعت وزير الدفاع الإسرائيلي إلي التفكير في الانسحاب هربا من موت محقق يطل عليهم في كل لحظة من أي مكان علي جبهة حولها المصريون إلي جهنم الحمراء بفكر وتخطيط وتنفيذ بالغ الرقي وبالغ الدقة وبالغ النظام وأضرب هنا مثالا يوضح أنها لم تكن مجرد معركة إنما سيمفونية عسكرية هائلة رائعة غير مسبوقة‏..‏ أجتهد في إلقاء الضوء عليها من خلال هذه النقاط‏:‏

‏1‏ ـ قرار الحرب داخله‏100‏ إجراء مطلوب تنفيذها خلال ساعة واحدة ابتداء من الثانية وخمس دقائق‏!.‏ ضربة الطيران إجراء وتحضيرات المدفعية إجراء وعبور الموجات الأولي إجراء وتوقيت كل موجة إجراء وهكذا‏!.‏ وبراعة القيادة المصرية في فكرها وتخطيطها وتنفيذها وضح في السيطرة بالغة الدقة علي الـ‏100‏ مهمة المختلفة التي تم تنفيذها خلال أول ساعة في الحرب بنجاح مذهل أربك عدوا قناعته أن الاقتراب من القناة انتحار‏!‏

‏2‏ ـ أحد أهم المهام الـ‏100‏ اصطياد أكبر عدد من الـ‏280‏ دبابة إسرائيلية المتمركزة علي بعد ثلاثة كيلو مترات من شط القناة للحيلولة دون وصولها إلي المصاطب الخاصة بها علي القناة في نطاق النقاط القوية لأن هذه الدبابات لو صعدت إلي المصاطب ركبت القناة ودمرت كل ماهو موجود في الغرب ودمرت المعابر ودمرت الكباري ودمرت خطة الحرب‏!.‏

ماذا فعلت القيادة المصرية؟‏.‏ تركيز هائل من المدفعية علي مواقع الدبابات المتمركزة علي بعد ثلاثة كيلو مترات وتركيز المدفعية هدفه إن لم تحدث إصابات مباشرة فإن نار المدفعية أوقفت خروج هذه الدبابات من خنادقها لحين وصول أطقم الصاعقة والمشاة الذين اقتحموا القناة في الموجة الأولي للعبور بمهمة محددة هي اقتناص وتدمير أي دبابة تفكر في الاقتراب من القناة‏!.‏ مهمة خاصة اختاروا لها مقاتلين قلوبهم ميتة لأن العبرة ليست في السلاح الذي يحملونه إنما في نوعية مقاتل شجاع مطلوب منه أن يقترب من الدبابة لأقرب مسافة إذا أراد تدميرها وتلك المسألة يطلقون عليها قتال الرجل للدبابة‏..‏ وبالمناسبة أريد توضيح نقطة في خطاب ديان الذي تحدث عن الأسلحة التي يملكها المصريون ولم يشر بكلمة للرجال الذين يحملون هذه الأسلحة‏..‏ والحقيقة التي يعلمها ديان وكل العالم يعرفها أن ما كان عندنا من أسلحة أقل كما وأقل كفاءة مما عندهم والفارق عوضته وفاقته عقيدة وشجاعة المقاتلين المصريين الذين جعلوا الفارق لمصلحتهم علي طول الجبهة وفي الوحدات‏!‏

المهم أن جيش مصر دمر‏170‏ دبابة إسرائيلية يوم‏6‏ أكتوبر‏!.‏ المهم أن العدو حاول المستحيل لأجل أن تصل دباباته إلي مصاطبها وفشل بفضل اختراع مصري اسمه قتال الرجل للدبابة والنجاح المبهر الذي حققناه سببه معدن الرجال لأنه ليس كل من حمل صاروخا قادرا علي تدمير دبابة حيث الشجاعة الفائقة هي الفيصل ولهذا نجح الرجال في أن يدمروا‏30‏ دبابة أخري يوم‏7‏ أكتوبر‏..‏ ومن الآخر دمرنا الفرقة‏252‏ مدرعة التي كانت مهمتها تأمين خط بارليف والصعود إلي المصاطب لمنع أي هجوم مصري‏!.‏ الفرقة أعيد تشكيلها بعد ثلاثة أيام قتال مع المصريين‏!‏

‏3 ‏ ـ القيادة المصرية قسمت نقاط خط بارليف الـ‏31‏ إلي ثلاثة أقسام‏.‏

القسم الأول‏:‏ نقاط قوية تؤثر علي محاور الهجوم المصرية الرئيسية ولابد أن تسقط هذه النقط ويتم الاستيلاء عليها في أول يوم قتال‏.‏

القسم الثاني‏:‏ النقط البعيدة نوعا ما تحاصر علي أن يتم إسقاطها في ثاني يوم قتال‏.‏

القسم الثالث‏:‏ النقاط البعيدة والتي لا تأثير لها علي محاور الهجوم‏..‏ تحاصر ويتم مهاجمتها والاستيلاء عليها عندما تسمح الظروف‏..‏ فكيف تعاملنا مع أقوي خط دفاعي عرفته الحروب العسكرية في العالم حتي الآن؟

يوم‏6‏ أكتوبر أسقطنا واستولينا علي‏6‏ نقاط قوية‏..‏ ويوم‏7‏ أكتوبر استولينا علي‏17‏ نقطة قوية ويوم‏8‏ أكتوبر سقطت بقية النقط القوية فيما عدا اثنتين‏.‏ الأولي بور فؤاد وهذه النقطة لم تسقط لأننا أصلا لم نهاجمها واكتفينا بحصارها والثانية نقطة لسان بور توفيق وسقطت وسلمت يوم‏13‏ أكتوبر وهي آخر نقطة استسلمت وهي أيضا الشاهد علي حدث لم يحدث في تاريخ الحروب عندما قام الضابط الإسرائيلي وهو يستسلم بتسليم علم إسرائيل للقائد المصري والأصل هو أن يسلم علما أبيض‏..‏ والضابط الإسرائيلي فعل هذا واستسلم هو وموقعه بتسليم علم بلاده لأن ضابط الصاعقة المصري الرائد زغلول فتحي صمم علي أن يكون الاستسلام بالعلم ولا شيء خلافه‏!‏

وبالمناسبة أول نقطة قوية في خط بارليف سقطت وسلمت هي نقطة الكيلو‏19‏ جنوب بورسعيد ووقعت في الساعة الثالثة و‏25‏ دقيقة أي بعد‏80‏ دقيقة من بداية الحرب وبعد عشر دقائق وقعت نقطة لسان التمساح‏!‏

‏4 ‏ ـ حدوتة عسكرية فريدة من نوعها تجسد ذكاء ودهاء وشجاعة المقاتل المصري‏..‏ وهذه الحدوتة عرف بها الرئيس السادات بعد نهاية الحرب بسنتين وهو يفتتح قناة السويس فأصدر قرارا بمنح وسام نجمة الشرف لبطلنا وبطل هذه الموقعة العميد أحمد صلاح عبد الحليم‏!‏

الحدوتة اسمها معركة الكيلو‏10‏ والمكان منطقة رأس العش الموجود فيها ثلاث نقط قوية في خط بارليف مدعمة بسرية مظلات وسرية دبابات للعدو‏.‏ النقاط القوية الثلاث مطلوب إسقاطها يوم‏6‏ أكتوبر وفقا للتخطيط وتم الهجوم عليها بقوات من اللواء‏135‏ مشاة من جهة الشمال تجاه بور فؤاد إلا أن النقاط القوية بما فيها من مختلف أنواع الأسلحة بالإضافة إلي الدعم المدرع والمظلي نجحت في إيقاف المصريين‏..‏ فكيف تصرف قائد اللواء المصري؟

قرر أن يقوم بعملية خداع يوهم فيها العدو بأنه يهاجم بقوات جديدة قادمة من الغرب إضافة إلي القوات التي تهاجم من الشمال ولهذا دفع بجزء من قواته إلي جهة الغرب في ظلام ليلة‏7‏ أكتوبر إلي الضفة الغربية للقناة وفي الوقت المحدد يوم‏7‏ أكتوبر بدأت هذه القوات في اقتحام القناة مرة أخري من جهة الغرب إلي الشرق وكأنها موجات عبور لقوات جديدة وما إن وصلت إلي الشرق حتي بدأت في الاشتباك مع النقاط القوية التي باتت تواجه بهجوم من الغرب بالإضافة إلي الهجوم من الشمال‏!‏

الفكر الرائع والخداع العسكري الأروع جعلا العدو يعتقد أنه في مواجهة قوات إضافية جاءت من الغرب والحقيقة أنها جزء من القوات التي هاجمته يوم‏6‏ من الشمال‏!.‏ وكما توقع القائد المصري العدو لن يقاوم وسيصبح كل تفكيره الهروب وهذا ما حدث وسقطت النقاط الثلاث‏..‏ بذكاء وشجاعة المقاتل المصري‏!‏

‏5‏ ـ القوات البحرية يوم‏7‏ أكتوبر أغلقت باب المندب‏..‏ وحاولت سفينة بترول إيرانية الاقتراب وأطلقت البحرية المصرية طلقة إنذار وفي الثانية استدارت ناقلة البترول وعادت من حيث جاءت ووقتها إسرائيل تستورد‏18‏ مليون طن بترول من إيران تستهلك جزءا وتبيع الباقي وبقفل باب المندب اتمنع البترول الإيراني وبضرب الكوماندوز المصريين يوم‏6‏ أكتوبر وليلة‏7‏ أكتوبر لآبار البترول الموجودة في سيناء انقطع أقرب إمداد بترولي‏!‏

‏6‏ ـ الجيش المصري عندما اقتحم القناة يوم‏6‏ أكتوبر ووصول‏80‏ ألف مقاتل مصري إلي الشرق في سيناء بعد عدة ساعات فقط‏..‏ اجتمع جنرالات إسرائيل الموجودون في الخدمة والبعيدون عنها اجتمعوا وفكروا وقرروا والقرار ضربة جوية علي غرار ضربة‏5‏ يونيو‏1967‏ بنفس التكتيك ونفس الأسلوب ونفس القوة بهدف تدمير مطارات مصر بما عليها من طائرات إلي جانب أهداف أخري بالغة الحيوية وفي نفس الوقت علي الأرض‏..‏ هجوم إسرائيلي مدرع كاسح يخترق القوات المصرية الموجودة في الشرق ويعبر القناة من علي الكباري المصرية ويتوغل في الغرب ليتمركز هناك ليصبح وجوده في غرب القناة أمرا واقعا‏!‏

وبالفعل أطلقت إسرائيل جميع طائراتها تجاه جميع مطاراتنا وانتظرت أن تسمع ما سمعته يوم‏5‏ يونيو‏1967‏ وطال الانتظار ولم يسمعوا لأنه ولا هجمة واحدة تمت ولا طائرة واحدة طالت مطارا مصريا لأننا تعلمنا من‏1967‏ الدرس وكنا ننتظر ضربتهم الجوية التي وجدت في انتظارها طائرات مصر ودفاع مصر الجوي والاثنان تركا لسجلات التاريخ عبقرية تعاون الصواريخ مع الطائرات‏..‏ حيث كانت سماء مصر مقسمة والذي يدافع عنه نسور مصر يمسك عنه الدفاع الجوي والذي تغطيه الصواريخ لا يطير فيه النسور‏...‏

وجاءت طائرات إسرائيل وهي لا تعلم أن سماء مصر لم تعد مباحة ولن تكون بعد اليوم مستباحة‏...‏

من له عمر من طياري العدو نفد بجلده والباقي رأي النجوم في عز الـظهر من نسور مصر وصواريخ مصر وكانت مذبحة لطيران العدو‏!.‏

الذي حدث يومي‏6‏ و‏7‏ أكتوبر لا يقارن بما فعلناه في أسود يوم علي الصهاينة‏!‏

_________________
مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 61862110 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 32210 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) No_us_10

أبـوروان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )   مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Emptyالجمعة 31 أكتوبر 2008 - 5:55

نشر يوم الجمعة 31/10/2008 في جريدة الأهرام


خارج دائرة الضوء
حــرب أكتوبـــــــر الحلقة الأخيرة
عندما أجبر جيش مصر العظيم جولدا مائير علي البكاء
وهي تستنجد بأمريكا‏..‏ أنقذوا إسرائيل‏!‏
بقلم : إبـراهيـم حجـازي‏


**‏ قالوا والعالم كله وراءهم‏:‏ مستحيل أن تفكر مصر‏..‏ مجرد التفكير في اتخاذ قرار حرب ضد إسرائيل بعد هزيمة يونيو‏1967‏ الكاسحة وبعدما عدلت الحدود وخلقت أوضاعا جديدة هي المستحيل علي المصريين لأنه لم يحدث في حرب منذ أن عرفت البشرية الحروب أن جيشا وجد نفسه أمام ثلاثة موانع علي التوالي كل واحد منها في حد ذاته مستحيل‏!.‏ الممر المائي وأقصد قناة السويس هي في الحروب مانع طبيعي رهيب وبعدها الساتر الترابي مانع سئيل ومن خلفه‏31‏ نقطة قوية تكلفت‏800‏ مليون دولار تشكل أصعب خط دفاعي في تاريخ العسكرية بالعالم‏!‏

العدو المسيطر علي إعلام العالم‏..‏ أعلم الدنيا كلها أنه متمسك بكل متر أرض استولي عليه بعد يونيو‏1967‏ وعلي العرب قبول هذا الوضع الجديد لأنه ليس أمامهم خيار آخر حيث لا مجال لمفاوضات أو أمل في حرب‏!.‏ ما الذي يجبر المنتصر أن يجلس مع المهزوم‏..‏ لماذا تجلس إسرائيل مع العرب المهزومين؟‏.‏ ولا أمل أمام العرب في استرداد أراضيهم بالحرب لأنهم لو فكروا في الحرب فستكون نهايتهم ولن تقوم لهم قائمة‏!.‏

الصهاينة قالوا هذا والعالم كله مقتنع بذلك‏..‏ وقد يكونون علي حق في أن الحرب قرار مستحيل علي العرب لأنه يحمل في طياته الموت والدمار والخراب‏..‏ هم علي حق في أن المانع المائي والساتر الترابي والخط الدفاعي مستحيل اجتياحها وإن حدث فالخسائر رهيبة والخبراء توقعوها‏65‏ في المائة أول يوم قتال‏..‏ يعني كل‏100‏ مقاتل مصري يقتحم القناة نخسر منهم‏65‏ مقاتلا‏!.‏ هم علي حق في أن الحرب من رابع المستحيلات‏..‏ لكنهم معذورون والحق الذين هم عليه منقوص‏..‏ لأنهم اعتمدوا علي هزيمة يونيو‏1967‏ في كل تحليل لهم وكل قياس للمقاتل المصري‏..‏ وأغفلوا‏!.‏

معذورون لأنهم يجهلون وربما يكون الله أعماهم عن معرفة جوهر الإنسان المصري الذي يبدو وديعا هادئا صامتا والحقيقة أن المصري ليس له حل والمصريون شعب بسيط وسهل لكنه عبقري لا يعرف المستحيل‏!.‏

الصهاينة لم يقدروا حقيقة المصريين وأخذوا هزيمة يونيو والانسحاب المهين والقرارات الهزيلة المتضاربة‏..‏ أخذوا سلبياتنا مقياسا ونسوا أنها أخطاء أفراد في قيادة وليست خطايا شعب‏!.‏

الصهاينة لم يتعاملوا مع المصريين علي أنهم شعب شهم قوي صلد‏..‏ وهذا ما اكتشفوه وعرفوه لكن بعد فوات الأوان‏!‏

المانع المائي والساتر الترابي والخط الدفاعي اجتاحها جيش مصر وبعد‏540‏ دقيقة فقط من الحرب مصر لها‏80‏ ألف مقاتل اجتاحوا المانع والساتر والخط ودخلوا سيناء وراحوا يقاتلون العدو‏!.‏ يوم‏6‏ أكتوبر استولي المقاتلون المصريون علي‏6‏ نقاط قوية من خط بارليف ويوم‏7‏ أكتوبر سقطت‏17‏ نقطة قوية‏!.‏ يعني في‏6‏ و‏7‏ أكتوبر‏23‏ نقطة قوية في أقوي خط دفاعي استولي عليها المقاتلون المصريون‏!.‏

معني الكلام أن أقوي خط دفاعي عرفته العسكرية في العالم ثلثاه استسلم للمصريين في يوم ونصف اليوم قتال‏!.‏ يوم‏6‏ أكتوبر أسقطنا‏37‏ طائرة إسرائيلية ويوم‏7‏ أكتوبر أسقطنا‏6‏ طائرات‏..‏ يعني‏43‏ طائرة في يومين‏!.‏ يوم‏6‏ أكتوبر دمرنا‏170‏ دبابة ويوم‏7‏ أكتوبر دمرنا‏30‏ دبابة بمجموع‏200‏ دبابة من أصل‏220‏ دبابة تتمركز في محيط خط بارليف ومهمتها حماية خط بارليف وتأمين الشاطئ الشرقي للقناة ومنع أي قوات مصرية من اقتحام القناة‏!.‏ يوم‏7‏ أكتوبر نفذ الصهاينة ضربة جوية علي غرار ضربة‏5‏ يونيو الجوية‏..‏ نفذها علي جميع مطارات مصر إلي جانب أهداف عسكرية ومدنية وفشلت الضربة ولم تنل طائرة واحدة من هدف مصري بفضل نسور مصر ودفاع مصر الجوي‏..

‏والطائرات التي أغارت عادت بخيبة أمل لكن ليست كلها عادت لأن المكتوب عليها الدمار تدمرت‏!.‏ يوم‏7‏ أكتوبر البحرية المصرية أغلقت باب المندب وقطعت إمدادات البترول القادمة من إيران عن إسرائيل وفي نفس الوقت الكوماندوز المصريون في سيناء دمروا كل آبار البترول المصرية التي استولي العدو علي إنتاجها من بعد‏5‏ يونيو‏1967.‏

كل هذه العمليات العسكرية الناجحة نفذها جيش مصر يومي‏6‏ و‏7‏ أكتوبر إلي جانب مهام قتالية أخري فذة لم يعلن عنها‏!.‏ جيش مصر قهر المستحيل واقتحم القناة واجتاز الساتر واجتاح أقوي خط دفاعي مستوليا علي ثلثي نقاطه القوية ودمر دبابات وأسقط طائرات‏..‏ جيش مصر فعل هذا ليؤكد بذلك للدنيا كلها أنه من صلب شعب لا مثيل له‏!.‏

ملاحم الشجاعة والبطولة التي تجلت يومي‏6‏ و‏7‏ أكتوبر اكتشف العدو أنها بدايات ليس إلا وأنهم علي موعد مع جهنم الحمراء يومي‏8‏ و‏9‏ أكتوبر وفيهما دارت معارك وتجلت بطولات وظهرت ملاحم‏..‏ وجيش مصر العظيم سجل في تاريخ العسكرية عبقرية قادة وشجاعة مقاتلين وألحق بالصهاينة الهزائم والخسائر والدمار علي طول الجبهة وفي مختلف الوحدات‏.‏

الهجوم الجوي الرهيب المضاد للعدو يوم‏7‏ أكتوبر حجم فشله بنفس قدر نجاح الهجوم الجوي الإسرائيلي يوم‏5‏ يونيو‏1967‏ والذي أنهي الحرب قبل أن تبدأ‏!.‏ الفشل الهائل للعدو جوا في سماء مصر توقعت القيادات المصرية العسكرية أن يعوضه العدو بريا بل إن المخابرات العسكرية من خلال رجال استطلاعها المنتشرين في سيناء أكدت أن الهجوم الرئيسي سيكون شمال الإسماعيلية ولا أعرف هنا هل تحديد وجهة الهجوم الإسرائيلي ليكون في مواجهة الفرقة الثانية المصرية‏..‏ هو من حسن حظ العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية أم من سوء بخت الجنرال برن قائد الفرقة الإسرائيلية المدرعة؟

اليوم‏8‏ أكتوبر الساعة‏8‏ صباحا‏.‏ الهجوم الإسرائيلي بدأ بثلاثة ألوية مدرعة تجاه دفاعات الفرقة الثانية مشاة‏.‏ قوات الجنرال برن المدرعة تتحرك بسرعة كبيرة وساعدها في ذلك طبيعة الأرض وطبيعة الخطة التي أعدها الجنرال المصري حسن أبو سعدة الذي ينتظر هذه الفرصة من زمن وجاءته كما كان يتوقعها بالضبط‏!‏

قائد القوات الإسرائيلية في سيناء الجنرال جونين تقول أوراقه التي سجل فيها تعليماته لصقري الهجوم المضاد‏..‏ شارون وبرن‏!.‏ تعليمات جونين لشارون تقول‏:‏

شارون يبدأ هجومه في الجنوب عند الظهيرة ولا يهاجم قبل هذا التوقيت وعليه تدمير كل قوات العدو هناك والاستيلاء علي رأس أحد الكباري ليعبر عليها غربا إلي مدينة السويس للاستيلاء عليها ولكن عليه ألا يدخل المدينة بأكثر من لواء وكتيبة واحدة‏.‏

شارون منتظر وبرن بدأ ويتقدم بسرعة وقام بتدمير سبع دبابات مصرية في طريق تقدمه وقائد الجبهة جونين غير مصدق لأن ما حدث يومي‏6‏ و‏7‏ أكتوبر جعل الدنيا سوداء أمام عينيه ومن فرحة جونين لم ينتظر وضوح الصورة وبادر بالاتصال بقائد الهجوم برن وقال له‏:‏

برن أريدك ألا تنسي قبل العبور غربا القيام بتدمير كل القوات المعادية‏.‏ أريدك أن تدمر كل قوات العدو علي الضفة الشرقية في المنطقة ما بين نقطة ميلانو‏(‏ شمال القنطرة‏)‏ وحتي الدفرسوار‏.‏ لا تبدأ العبور قبل القضاء تماما علي كل القوات المصرية في المنطقة‏.‏

برن‏:‏ علم وسينفذ
جونين‏:‏ تذكر يا برن أن يظل تقدم قواتك جنوبا سريعا ومتدفقا كالسيل بدون توقف حتي تصل إلي الدفرسوار ومن هناك تبدأ العبور إلي غرب القناة‏.‏

برن‏:‏ تمام‏.‏ ستسير الأمور كما تشاء‏.‏

_________________
مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 61862110 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 32210 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) No_us_10

أبـوروان


عدل سابقا من قبل PLCMan في الجمعة 31 أكتوبر 2008 - 5:59 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )   مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) Emptyالجمعة 31 أكتوبر 2008 - 5:56

تابع ما نشر يوم الجمعة 31/10/2008

انتهت المكالمة ونص الحوار وحوارات أخري كان جونين قائد الجبهة الإسرائيلية في سيناء قد سجلها في أوراقه وبعد‏30‏ سنة علي الأحداث سمحت المخابرات الإسرائيلية بنشر بعض منها ومنعت أغلبها لما فيه من وقائع مستحيل أن تري النور لما فيها من أعمال وبطولات خارقة للمقاتلين المصريين وانكسارات وهزائم وفضائح لمقاتلي الجيش الذي كانوا يقولون عنه إنه لا يقهر‏..‏ وهذه الوثائق منشورة في كتاب حرب الأيام الأربعة للصحفي إسلام الشافعي الذي استند في كتابه إلي الوثائق الإسرائيلية والشهادات الإسرائيلية‏!‏

وأنا هنا أستشهد بما قالوه وبما فعلوه وفق رواياتهم التي سمحت المخابرات الإسرائيلية بنشرها‏!.‏ أنا راض بها‏..‏ شهادة عدو في حقنا‏!‏

الجنرال جونين طاير من الفرحة رغم أن الهجوم المضاد الإسرائيلي لم يصطدم بعد بدفاعات الفرقة الثانية‏..‏ لكنه فرحان ومتفائل لدرجة أنه اتصل برئيس الأركان الإسرائيلي يطالبه بالإذن بتحريك شارون ليبدأ الهجوم مبكرا دون انتظار لوقت الظهيرة المتفق عليه‏!.‏ بن إليعازر رئيس الأركان طالبه بالالتزام بالخطة نصا كما وضعت من قبل الأمريكيين‏!.‏ وتمر فترة وبرن متقدم علي محوره وجونين فرحته تزداد ليعاود الاتصال والإلحاح في تحريك شارون علي اعتبار أن المسألة ستكون فسحة لأن برن يتقدم بسرعة ولا أحد يقابله وبالفعل تحرك شارون للاستيلاء علي رأس أحد الكباري تجاه السويس وبعدها يعبر إلي الغرب‏!‏

هذه خطة العدو التي وضعوها علي اعتبار أن مدرعاتهم التي يقودها صقورهم ستسحق القوات المصرية التي تجرأت واقتحمت القناة ومصيرهم السحق ومصير مصر انتقال القوات الإسرائيلية إلي غرب القناة الذي سيكون خط المواجهة الجديد الذي تعلن بعده الأمم المتحدة وقف إطلاق النيران وعلي المصريين أن يقبلوا الوضع الجديد الذي يرفع فكرة أي حرب جديدة من عقول المصريين نصف قرن مقبل علي الأقل‏!‏

شارون تحرك عشرات الكيلو مترات جنوبا بعيدا عن خط النار‏..‏ والصقر برن الذي كان يتحرك سريعا تجاه مصيره وقدره ونصيبه الأسد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية‏!‏

الجنرال برن قواته المدرعة بدأت تتعثر إلي أن توقفت ثم تراجعت بعد أن انفتحت عليها بوابات جهنم من كل جهة‏!.‏ الفرقة الثانية مشاة استدرجت الفرقة الإسرائيلية المدرعة لكي تتقدم وتتوغل وتتورط‏!‏

الجنرال حسن أبو سعدة متوقع تماما سيناريو الهجوم المضاد واستعدت قواته له بتوظيف جيد لما تملكه من إمكانات ومعدات‏.‏ حسن أبو سعدة ورجاله يعلمون أن العدو معه مدرعات أكثر وأكفأ وخطوط ذخيرة لا تنضب وتعويض في التو للخسائر من الترسانة الأمريكية‏..‏ ولكن‏!‏

المقاتلون المصريون قناعتهم تامة بأن العبرة ليست في السلاح إنما فيمن يحملون السلاح وبأن قلوبهم الآمنة المؤمنة الشجاعة تعطيهم الغلبة وتضمن لهم الانتصار‏!‏

الأمور صباح يوم‏8‏ أكتوبر مختلفة جذريا عنها بعد الظهر‏!.‏ صباحا كل الظواهر متمشية مع العدو الذي انطلق من السابعة والنصف بثلاثة ألوية مدرعة بقيادة ناتك وأرييه وجابي‏.‏ في بداية التحرك اصطدم ناتك مع اللواء‏15‏ المدرع المصري قرب القنطرة شرق بينما انطلق جابي وأرييه جنوبا نحو نقاط البحيرات الحصينة والتعليمات هي التحرك جنوبا دون الاقتراب من القناة تفاديا لنيران المدفعية المصرية‏..‏ وفي العاشرة صباحا أبلغ قائد الفرقة الإسرائيلية المدرعة الجنرال جونين‏..‏ أن قواته في معارك شرسة مع القوات المصرية وأنها في أشد الحاجة للدعم الجوي‏!.‏ بعد ساعة من القتال أعلن جابي وهو قائد أحد الألوية المدرعة الثلاثة‏..‏ أعلن أنه تكبد خسائر كثيرة وأن العديد من دباباته احترق بفعل صواريخ الدبابات المصرية التي يحملها أفراد وأنه يطلب الإذن بالانسحاب‏!‏

الساعة عشرة صباحا والصقر الصهيوني الصغير من أول اشتباك يريد الانسحاب‏!.‏ قائد الجبهة حاول إنقاذ جابي باستدعاء شارون‏..‏ لكن شارون تحرك وابتعد‏!‏

قائد الجبهة يحث باللاسلكي قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية علي سرعة التحرك لكن الأمر علي الأرض مختلف تماما والألوية الثلاثة توقفت بل أخذت في التراجع لأن مرحلة الجد بدأت‏!‏

لأن وحوش الفرقة الثانية مشاة انتظروا برن ومدرعاته في المكان الذي حددوه‏..‏ بخطة دفاع الصندوق التي تقبل اختراق العدو إلي حدود معينة فيها يتقدم بدون مقاومة حتي خط معين عندما يصل إليه‏...‏ يفاجأ بأنه استدرج للدخول في باطن بركان هادئ أصبح جهنم الحمراء في لحظة وهذا ما حدث للفرقة الإسرائيلية المدرعة‏!‏

المعركة التي استدرج لها استمرت ساعة ونصف الساعة فيها دمر رجال حسن أبو سعدة‏127‏ دبابة للصهاينة من أصل‏300‏ دبابة هي قوة الفرقة‏!.‏ يعني في‏90‏ دقيقة نصف الدبابات انحرقت وتدمرت‏!.‏ في‏90‏ دقيقة تم أسر كتيبة مدرعات بأكملها وقائدها العقيد عساف ياجوري‏!.‏ في‏90‏ دقيقة خسائر العدو في الأرواح لم تحدث من قبل‏!.‏ نصف فرقة مدرعة للعدو راحت في خبر كان خلال‏90‏ دقيقة‏..‏ مات من مات وأصيب من أصيب والأسري مئات‏!‏

برن قائد الفرقة المدرعة أصدر تعليماته إلي ناتك بسحب ما تبقي من قوات اللواء الذي يقوده‏!.‏ وجاء رد ناتك بأنه فقد الاتصال بقائد واحدة من كتائب اللواء والمفقود العقيد عساف ياجوري ولأول مرة يتم أسر كتيبة كاملة مدرعة بقائدها والذين أفلتوا من الأسر‏..‏ هم من قتلوا‏!.‏ ناتك أبلغ أن المتبقي من دباباته أربع وباقي دبابات اللواء انحرقت أو أسرت‏!.‏ اللواء المدرع الآخر الذي يقوده أرييه أبلغ أن قواته وقعت في فخ للقوات المصرية عند كوبري الفردان وأن المصريين يهاجمونه من الشمال والجنوب وأن الدبابات المصرية تفتح نيرانها عليه من شرق القناة ومن غربها وعدد كبير من دباباته وقع في كمين للكوماندوز المصريين الذين دمروا أغلب الدبابات والأطقم تقوم بالقفز من الدبابات المحترقة‏!‏

أما أرييه فقد طلب انسحاب اللواء الذي يقوده بما تبقي من مدرعاته قبل أن تقطع القوات المصرية عليه طريق العودة إلي الطاسة‏!.‏ وبالفعل انسحبت بقايا الفرقة المدرعة الإسرائيلية إلي أماكن آمنة داخل سيناء هروبا من بوابة جهنم التي فتحتها الفرقة الثانية مشاة والتي جعلت‏8‏ أكتوبر نقطة فارقة في الصراع مع العدو‏!.‏ قبلها مدرعات لا تقهر وبعدها أي شيء يقهر‏!.‏

يوم‏8‏ أكتوبر في المساء أيقن العالم كله بعد سنوات تأييد مطلق للصهاينة أن العرب خرجوا من غفوتهم وأن حدوتة الجيش الذي لا يقهر باتت وهما من الماضي‏.‏

يوم‏8‏ أكتوبر في المساء‏..‏ ذهب الرئيس الإسرائيلي إلي مقر القيادة الإسرائيلية يسأل القادة الصقور‏..‏ كيف ستواجهون أسر ضحايا الحرب التي خسرتموها بغروركم؟‏.‏

ويوم‏9‏ أكتوبر قاد شارون الهجوم المضاد الثاني وحدد مهام قادة الألوية الثلاثة وهم أمنون راشين وتوفيارفين وحاييم أرز‏.‏ مهمة حاييم استرداد تبة حاموتل‏(‏ تبة الطاليا‏)‏ وحدوتة الطاليا تستحق أن تكون وحدها فيلما سينمائيا ولنا معها عودة منفصلة فيما بعد لأن لا حاييم ولا غير حاييم عرفوا يقربوا من الطاليا التي بقيت في أيدي القوات المصرية‏!.‏ واللواء المدرع الثاني مهمته احتلال تبة ماكشير بين الطريق الأوسط والدفرسوار‏..‏ واللواء الثالث الوصول إلي نقطة حصينة شمال الإسماعيلية‏.‏

لواء توفيا اصطدم باللواء‏14‏ المدرع المصري ولقي هزيمة وصف مذلة قليل عليها‏!.‏ أغلب القادة قتلوا‏..‏ حتي إن نائب قائد اللواء الذي راح يقود كتيبة قتل قائدها‏..‏ النائب انقتل هو الآخر‏!‏ هذا اللواء انسحب ولم يكمل مهمته‏..‏ مثلما فشل اللواء المكلف باحتلال الطاليا‏!.‏

اللواء‏14‏ مدرع المصري تقدم لمهاجمة القوات الإسرائيلية عند وصلة الدفرسوار ودخل نطاق نيران المدفعية الإسرائيلية واضطر للتراجع ويبدو أن تراجعه أغري شارون بمهاجمته علي ثلاثة محاور سعيا لتحقيق أي انتصار ولم يكن يدري أن المصريين يستدرجونه إلي دائرة موت صنعها مقاتلو الدبابات بصواريخهم التي حرقت‏25‏ دبابة وقتلت قائد كتيبة وأسرت‏12‏ إسرائيليا‏..‏ وعند هذا الحد انسحب شارون‏!.‏

يوم‏9‏ أكتوبر تأكدت أمريكا أن الجيش الإسرائيلي انكسر واندهس وفي كل المواجهات التي خاضها انهزم‏!.‏ أمريكا أيقنت أن إسرائيل فقدت ثلثي قواتها المدرعة وفقدت معها كرامتها وسمعتها ووضعها‏!.‏ أمريكا قررت فتح ترسانتها العسكرية بلا قيود أو حدود لإسرائيل ووفقا لتقرير مراقب عام الدولة الأمريكي اتضح أن أمريكا استخدمت‏228‏ طائرة نقل نفذت‏569‏ طلعة حملت‏22.5‏ ألف طن أسلحة وذخائر علي مدي‏33‏ يوما‏..‏ هذا إلي جانب‏8‏ طائرات مدنية إسرائيلية نقلت‏5500‏ طن معدات وذخائر‏.‏أما الجسر البحري فأول قوافله وصلت إلي إسرائيل يوم‏2‏ نوفمبر‏1973.‏ أمريكا دخلت الحرب بطيارين وطائرات ودبابات بأطقمها وتعويض فوري للذخائر والعتاد‏!‏

مساء يوم‏9‏ أكتوبر طلبت جولدا مائير وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر علي التليفون وعندما جاء صوته علي الخط‏..‏ بكت جولدا مائير بحرقة وهي تقول له‏:‏ أنقذوا إسرائيل‏!‏

تحية إلي جيش مصر في الأمس واليوم وكل يوم‏.‏

للحديث بقية مادام في العمر بقية

_________________
مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 61862110 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) 32210 مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي ) No_us_10

أبـوروان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
 
مقالة أعجبيتني ( خارج دائرة الضوء - إبراهيم حجازي )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات :: المنتديات العامة :: مقالات عامة-
انتقل الى: