منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ الرسل عليهم الصلاه والسلام الجزء الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

تاريخ الرسل عليهم الصلاه والسلام الجزء الرابع Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الرسل عليهم الصلاه والسلام الجزء الرابع   تاريخ الرسل عليهم الصلاه والسلام الجزء الرابع Emptyالسبت 5 يوليو 2008 - 11:49

(10)

"يعقوب - وهو إسرائيل - عليه السلام"

وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليه السلام، وقال تعالى:
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا
لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}
[مريم: 49-50].



* حياة يعقوب عليه السلام في فقرات:

(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:

هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وأمه (رفقة) بنت بتوئيل بن ناحور بن آزر "تارح".

ويعقوب "إسرائيل" عليه السلام هو أبو الأسباط الإثني عشر، وإليه ينسب
شعب بني إسرائيل، وقد جاء عند أهل التوراة أن الله سماه إسرائيل. ففي
الإِصحاح (32) من سفر التكوين أنّ الملك الذي صارعه حتى الفجر سماه
"إسرائيل" وقال له: لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت.

ذكر المؤرخون أنه ولد في مهجر الأسرة الإِبراهيمية في أرض الكنعانيين
"فلسطين"، وشب في كنف أبيه إسحاق، ثم سافر إلى خاله (لابان بن بتوئيل بن
ناحور) المقيم في "فدان آرام" من أرض بابل "العراق" وأقام عنده.

وكان للابان ابنتان هما: (لَيْئة") وهي الكبرى، و(راحيل) وهي الصغرى،
فخطب يعقوب من خاله بنته الصغرى راحيل، فوافقه خاله مقابل أن يخدمه سبع
سنين، ولكن خاله أدخله على ليئة البنت الكبرى بدلاً من راحيل التي خطبها
واختارها، فكلم خاله في ذلك فقال له: اخدمني سبع سنين أخرى لأزوجك من
راحيل أيضاً، فخدمه وجمع بين الأختين، ولم يكن الجمع بين الأختين في
شريعتهم محرماً.

وكان لكل من الأختين ليئة وراحيل جارية، فتزوج يعقوب بهما أيضاً، وهما بِلْهة جارية راحيل، وزِلْفَة جارية ليئة.

وبذلك صار عنده أربع نسوة، وقد ولدن له أولاده الاثني عشر.

أما لَيْئة: فقد ولدت له ستة أولاد، وهم:

1- رأوبين "وهو الولد البكر ليعقوب" 2- شمعون 3- لاوي "ومن نسله موسى
عليه السلام" 4- يهوذا "ومن اسمه أخذت كلمة يهود" 5- يسّاكر6- زبولون.

وأما راحيل: فقد ولدت له ولدين، هما:

1- يوسف "عليه السلام" 2- بَنْيامين.

وأما بِلهة جارية راحيل: فقد ولدت له ولدين أيضاً هما:

1- دان 2- نفتالي.

وأما زِلْفَة جارية لَيْئَة: فقد ولدت له ولدين أيضاً هما:

1- جاد 2- أشير.

وهؤلاء هم أولاده الاثنا عشر، وكان كل واحد منهم أباً لسبط من أسباط
بني إسرائيل. قالوا: وكل أولاده قد ولدوا له وهو في "فدان آرام" عند خاله
يرعى له الغنم مهراً لابنتيه، إلا بنيامين فقد ولد له بعد أن رجح إلى مهجر
الأسرة الإِبراهيمية في أرض الكنعانيين.

قالوا: وقد ساق معه من غنم خاله نتاج سنة لدى عودته إلى مهجر الأسرة
مع زوجاته وأولاده، وقد ابتلي عليه السلام بفراق ابنه يوسف - كما سيأتي -
ثم اجتمعا في مصر، وتوفي بعد (17) سنة لما بلغ من العمر (147) سنة. وقد
أوصى يعقوب ابنه يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق، ففعل يوسف ذلك، وسار به إلى
الشام ودفنه عند أبيه في المغارة بحبرون "مدينة الخليل".

(ب) وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة يعقوب عليه السلام في عدد
سور، وأهمها النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى له وأنزل إليه طائفة من الشرائع، وجعله من الصالحين ومن المصطَفَين الأخيار.

2- وصيَّته لبنيه بقوله: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ
الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132].

3- امتنان الله على جده إبراهيم بميلاده من وراء إسحاق وبجعله نبياً.

4- مشاهد مما جرى له من جرّاء حسد أولاده لأخيهم يوسف، وإلقائهم إياه
في الجب، وادعائهم أن الذئب أكله، وشدة حزنه على فراقه، ثم انتقاله إلى
مصر بعد أن صار يوسف عليه السلام حاكماً على خزائن الأرض فيها، وذلك ما
تضمنته قصة يوسف المبسوطة في القرآن المجيد.



(11)

"يوسف عليه السلام"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".

وقد ذكره الله في عداد مجموعة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ
فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ
قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ
اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ} [غافر: 34].



* حياة يوسف عليه السلام في فقرات:

(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:

1- هو يوسف بن يعقوب من زوجته راحيل، ولد في "فدان آرام" بالعراق
حينما كان أبوه عند خاله (لابان)، ولما عاد أبوه إلى الشام - مهجر الأسرة
الإِبراهيمية - كان معه حدثاً صغيراً. قالوا: وكان عمر يعقوب لما ولد له
يوسف (91) سنة، وإن مولد يوسف كان لمضي (251) سنة من مولد إبراهيم.

2- توفيت أمه وهو صغير، فكفلته عمته وتعلقت نفسها به، فلما اشتد
قليلاً أراد أبوه أن يأخذه منها، فضنَّت به وألبسته منطقة لإِبراهيم كانت
عندها وجعلتها تحت ثيابه، ثم أظهرت أنها سُرقت منها، وبحثت عنها حتى
أخرجتها من تحت ثياب يوسف، وطلبت بقاءه عندها يخدمها مدةً جزاءً له بما
صنع، وبهذه الحيلة استبْقَتْه عندها، وكف أبوه عن مطالبتها به.

3- كان يوسف أثيراً عند أبيه من بين إخوته، وقد رأى يوسف -وهو غلام
صغير- رؤيا قصها على أبيه، فقال له أبوه: {لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى
إِخْوَتِكَ} [يوسف: 5]، وذلك خشية عليه من حسدهم. وخلاصة الرؤيا: أنه رأى
أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعرف يعقوب أنها تتضمن مجداً
ليوسف يجعل إخوته وأبويه يخضعون لسلطانه.

4- حسده إخوته على ولوع أبيهم به وإيثاره عليهم، فدبروا له مكيدة
إلقائه في الجب، فمرت قافلة فأرسلت واردها إلى البئر فأدلى دلوه، فتعلق
يوسف به، فأخذوه عبداً رقيقاً وانتهى أمره إلى مصر فاشتراه رئيس الشرطة
فيها، واحتل عنده مكاناً حسناً اكتسبه بحسن خلقه وصدقه، وأمانته وعبقريته.
قالوا: ودخول يوسف إلى مصر يمكن تحديده قريباً من سنة (1600) ق.م في عهد
الملك أبابي.

5- عشقته زوجة سيده وشغفت به، فراودته عن نفسه فاستعصم، فدبرت له
مكيدة سجنه إذا لم يُلَبّ رغبتها منه، فقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].

6- أعطاه الله علم تعبير الرؤى، وكشف بعض المغيبات، فاستخدم ذلك في دعوة السجناء معه إلى توحيد الله، وإلى دينه الحق.

7- كان معه في السجن فتيان: رئيسُ سُقاةِ الملك، ورئيس الخبازين، فرأى كل منهما في منامه رؤيا وعرضها على يوسف.

أما رئيس سقاة الملك: فقد رأى أنه يعصر خمراً، فقال يوسف: ستخرج من السجن وتعود إلى عملك فتسقي الملك خمراً.

وأما رئيس الخبازين: فقد رأى أنه يحمل فوق رأسه طبقاً من الخبز،
والطير تأكل من ذلك الخبر، فأخبره يوسف: أنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه.

وأوصى يوسف رئيس السقاة أن يذكره عند الملك.

وقد تحقق ما عبر به يوسف لكل من الرجلين، إلا أن ساقي الملك نسي وصية يوسف.

8- لبث يوسف في السجن بضع سنين، حتى رأى الملك رؤيا البقرات السمان
والبقرات العجاف، والسنابل الخضر والأخر اليابسات، فعرض رؤياه على السحرة
والكهنة فلم يجد عندهم جواباً، عند ذلك تذكر ساقي الملك ما أوصاه به يوسف
في السجن فأخبر الملك بأمره، فأرسله إلى يوسف يستفتيه في الرؤيا، فكان
جواب يوسف بأن البلاد سيأتيها سبع سنوات مخصبات ثم يأتي بعدها سبع سنوات
قحط وجدب. ثم يأتي بعد ذلك عام يغاث فيه الناس وتعم فيه البركة.

9- أُعجب الملك بما عبر به يوسف، فدعاه للخروج من السجن، ولكن يوسف
أراد أن يعاد التحقيق في تهمته قبل خروجه، حتى إذا خرج خرج ببراءة تامة،
فأعاد الملك التحقيق، فاعترفت المرأة بأنها هي التي راودته عن نفسه. عند
ذلك خرج يوسف من السجن، وقربه الملك واستخلصه لنفسه، وجعله على خزائن
الأرض، ويشبه هذا المنصب منصب (وزارة التموين والتجارة)، وسماه الملك
اسماً يألفونه في مصر بحسب لغتهم (صفنات فعنيح)، وجعله بمثابة الملك
مسلّطاً على كلّ مصر، باستثناء الكرسيّ الأول الذي هو للملك.

10- نظم يوسف أمر البلاد، وأدار دفة المنصب الذي وُكل إليه إدارة
رائعة، وادَّخر في سنوات الخصب الحب في سنابله، لمواجهة الشدة في سنوات
القحط، وجاءت سنوات القحط التي عمت مصر وبلاد الشام، فقام بتوزيع القوت
ضمن تنظيم حكيم عادل.

11- علمت أسرته في أرض الكنعانيين بأمر في مصر، فوفد إخوته إلاّ
شقيقه بنيامين إلى مصر طالبين الميرة، لأن أباه -سيدنا يعقوب- صار حريصاً
عليه بعد أن فقد ولده يوسف، فلما رآهم يوسف عليه السلام عرفهم، وأخذ يحقق
معهم عن أسرتهم وعن أبيهم، واستجرَّ منهم الحديث فأخبروه عن بنيامين،
فأعطاهم ميرتهم ورد لهم فضتهم في أوعيتهم، وكلفهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين
في المرة الأخرى، وإلا فليس لهم عنده ميرة، فوعدوه بذلك.

12- ذكروا لأبيهم ما جرى لهم في مصر، والشرط الذي شرطه عليهم العزيز،
وبعد إلحاح شديد ومواثيق أعطوها من الله على أنفسهم، أذن لهم يعقوب عليه
السلام بأن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين.

13- ولما وفدوا على يوسف عليه السلام دبَّر لهم أمراً يستبقي فيه
أخاه بنيامين عنده، فكلف غلمانه أن يدسوا الإِناء الفضيّ الذي يشرب به في
رحل أخيه بنيامين. ولما حملوا ميرتهم عائدين إلى بلادهم أرسل الجنود للبحث
عن سقاية الملك، فوجدوها في رحل بنيامين فأخذوه، وكان أمراً شديد الوقع
على قلوبهم، وعادوا إلى يوسف يرجونه ويتوسلون إليه أن يخلي سبيل أخيهم،
وعرضوا عليه أن يأخذ واحدا منهم مكانه، إلا أنه رفض. فرجعوا إلى أبيهم إلا
كبيرهم رأوبين، وأخبروه الخبر فظن بهم سوءاً، وحزن حزناً أفقده بصره. ثم
أمرهم بالعودة إلى مصر والتحسس عن يوسف وأخيه، فعادوا إلى مصر وألحّوا
بالرجاء أن يمنَّ العزيز عليهم بالإِفراج عن أخيهم، وخلال محادثتهم معه
بدرت منها بادرة أسرها يوسف في نفسه، إذ قالوا: {إن يسرق فقد سرق أخ له من
قبل}، يشيرون إلى الحادثة التي اصطنعتها عمته حينما كان صغيراً لتستبقيه
عندها.

14- وبأسلوب بارع عرّفهم يوسف بنفسه، فقالوا: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ
يُوسُفُ؟!} قال: {أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْنَا!} [يوسف: 90] قالوا: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ
عَلَيْنَا!} [يوسف: 91] والتمسوا منه العفو والصفح عما كان منهم، فقال:
{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92].
وطلب منهم أن يأتوا بأهلهم أجمعين، وبذلك انتقل بنو إسرائيل إلى مصر،
وأقاموا فيها وتوالدوا حتى زمن خروجهم مع موسى عليه السلام.

15- قالوا: ولما اجتمع يوسف بأبيه - بعد الفراق - كان عمر يعقوب
(130) سنة، فيكون عمر يوسف يومئذ (39) سنة، ثم توفي يعقوب بعدها بـ
(17)سنة. وعاش يوسف عليه السلام من السنين (110)، ومات في مصر وهو في
الحكم ودفن فيها، ثم نقل رفاته إلى الشام أيام موسى عليهما السلام، ودفن
بنابلس على الأرجح.

قالوا: وكانت وفاة يوسف عليه السلام قبل مولد موسى عليه السلام بأربع
وستين سنة، وبعد مولد إبراهيم بـ (361) سنة. ولكن مثل هذه المدة لا تكفي
مطلقاً لأن يتكاثر فيها بنوا إسرائيل إلى المقدار الذي ذكر مؤرخوهم أنهم
قد وصلوا إليه أيّام موسى عليه السلام.

(ب) وقد فصَّل القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام في سورة كاملة مسماة باسمه،

وقد أبرزت من حياته مثالاً فريداً من روائع القصص الإِنسانية الهادية المرشدة، مرت في حياة رسول مصلح.



(12)

"شعيب عليه السلام"

وقد أرسله الله إلى أهل مدين (ويعرفون أيضاً بأصحاب الأيكة، وهي:
غيضة تُنبِتُ ناعمَ الشجر كانت لهم)، ويرى بعض المفسرين أن أصحاب الأيكة
قوم آخرون غير أهل مدين، أرسله الله إليهم بعد إهلاك أهل مدين، وكانوا
يسكنون بقرب مدين، فدعاهم إلى الله فكذبوه، فأخذهم عذاب يوم الظلة. والله
أعلم.

وقد ذكر الله شعيباً عليه السلام في عداد مجموعة الأنبياء والرسل
عليهم الصلاة والسلام، وقال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ
جَاءتكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[الأعراف: 85].



ويعرف بخطيب الأنبياء لحُسْن بيانه وقوّة حجّته.



* أهل مدين ومساكنهم:

كان أهل مدين قوماً عرباً يسكنون في بلاد الحجاز مما يلي جهة الشام،
وهي أرض واقعة حول خليج العقبة من طرف نهايته الشمالية شمالي الحجاز وجنوب
فلسطين. ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن: (معان)، أو على قرب منها.

وفي الطبري: عن سعيد بن جبير أن ما بين مصر ومدين ثماني ليال.

وأهل مدين: قبيلة تنسب إلى مدين بن إبراهيم عليه السلام من زوجته
(قطورة) التي تزوجها بعد موت سارة، ويسميه أهل الكتاب (مديان) كما سبق عند
الكلام على سيدنا إبراهيم. والظاهر أن هؤلاء القوم كانوا قوماً عرباً جاء
إليهم مدين بن إبراهيم وصاهرهم وعاش بينهم، وصار له فيهم رهط وأسرة، ولذلك
سماهم الله أهل مدين نسبة إليه. والله أعلم.



* نسب شعيب عليه السلام:

قال أبو البقاء في كلياته: "شعيب عليه السلام هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم الخليل". وقيل غير ذلك في نسبه.

قالوا: وأمه بنت لوط عليه السلام. والله أعلم.



* حياة شعيب مع قومه في فقرات:

1- لم يَطُل بأهل مدين العهد حتى هجروا دينهم الذي كانوا ورثوه عن
إبراهيم عليه السلام، ودخلت فيهم الوثنية فكفروا بالله وعبدوا غيره،
وانحرفوا عن الصراط السوي، فكان من سيئاتهم: التطفيف في الكيل والوزن،
وبخس الناس أشياءهم في تجاراتهم، والفساد في الأرض.

2- فأرسل الله إليهم شعيباً رسولاً منهم يتصل نسبه من جهة آبائه
بإبراهيم عليه السلام، فدعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم بالعدل،
ونهاهم عن الظلم، وجاءهم ببينة من ربه، وذكرهم بنعمة الله عليهم، إذ
كثّرهم من قلة، وأغناهم من فقر، فآمن به قليل منهم وكذبه الأكثرون.

وكان خطيباً حسن البيان قويّ الحجّة، ويذكر المفسرون أنه خطيب
الأنبياء، وروي في ذلك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، رواه ابن إسحاق
عن ابن عباس.

3- ولمَّا ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة قالوا له -
{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ
وَدُودٌ}.

4- ثم هدَّدوه وتوعدوه بإخراجه من قريتهم هو والذين آمنوا معه إلا أن
يعود في ملتهم، وهيهات لرسول أن يستجيب لدعوة الكفر وهو يدعو إلى
الإِيمان!!

5- ولقد أنذرهم عقاب الله فقال لهم - {وَيَا قَوْمِ لا
يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ
نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ
بِبَعِيدٍ} [هود: 89].

6- وعلى الرغم من كل النصائح والمواعظ والإِنذارات، طلبوا منه-
عناداً وجهلاً وسخرية وتحدياً - أن يُسقِط عليهم كسفاً "قطعاً" من السماء
إن كان من الصادقين!!

7- فاستنصر شعيب بربه، فحقت كلمة الله بالعذاب على من كفر من قومه،
فأهلكهم الله بالصيحة رافقتها الرجفة في يوم الظلة، وذلك يوم اشتدت فيه
الحرارة شدة لا تطاق، فأرسل الله سحابة ففزعوا إليها فراراً من شدة الحر،
فلما تكامل عدد أهل الكفر في ظلها، تزلزلت بهم الأرض، وصدمتهم صيحة
السماء، فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يَغْنَوا فيها!!

8- ونجى الله شعيباً والذين آمنوا معه برحمته.

9- ليس عند المؤرخين تحديد للزمن الذي عاش فيه شعيب عليه السلام، ومن
المحقَّق أن دعوته لقومه كانت بعد لوط بزمن غير بعيد، لقوله لقومه -كما قص
القرآن المجيد في سورة(هود)-: {وما قوم لوط منكم ببعيد}، وأنها كانت قبل
موسى لقوله تعالى -عقب الحديث عن عدد من الرسل ومنهم شعيب- {ثُمَّ
بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ
وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُفْسِدِينَ}.

ويغلب على الظن أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى
مصر وفي المدّة الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما السلام. والله
أعلم.

10- وقد أوجز القرآن الكريم قصة شعيب مع قومه في عدة سور، وأهم ما جاء فيها النقاط التالية:

(أ) إثبات نبوته ورسالته إلى أهل مدين وأصحاب الأيكة.

وهل هما قوم أو قومان؟

للمفسرين في ذلك رأيان، الأرجح أنهما اسمان لمسمى واحد. والله أعلم.

(ب) وصف قومه بالكفر وفعل السيئات التي منها: التطفيف والبخس، والإفساد في الأرض.

لقاؤه بموسى وزواج موسى من بنته على أن يأجره ثمان حجج.

(جـ) دعوته لقومه، وصبره عليهم، وإنذاره لهم.

(د) إهلاك الله لقومه، ونجاته هو والذين آمنوا معه برحمة من الله وفضل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الرسل عليهم الصلاه والسلام الجزء الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص القرآني-
انتقل الى: