منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسلة العلماء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: 49-أرنو بنزياس   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالأحد 20 يوليو 2008 - 12:02

أرنو بنزياس (Arno Penzias) فلكي وفيزيائي أمريكي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1978 من أجل مشاهداته المؤكدة لنظرية الانفجار العظيم (Big bang).

ولد بنزياس سنة 1933 في ميونيخ بألمانيا وأتم دراسته الجامعية بأمريكا حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1962.

كما التحق بفريق البحث في مجال الإشعاعات والاتصالات بمركز (AT & T) سنة 1961.

وخلال أبحاثه التي كان يقوم بها مع زميله الأمريكي روبرت ويلسن (Robert Wilson) حول الموجات الالكترومغناطيسية، تم تحديد وجود إشعاع في عمق السماء، عبارة عن شحنة منتظمة وغير متغيرة، ليس لها مصدر معين تنبع منه، واكتشفا أن الإشعاع الكوني الطبيعي يمكن أن يوجد منذ ذلك الوقت في جميع أنحاء الفضاء.

هذا الاكتشاف أكّد النظرية الكونية للانفجار العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: 50-روبرت ودرو ويلسون   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالأحد 20 يوليو 2008 - 12:04

روبرت ودرو ويلسون، 1936 – تيكساس، الولايات المتحدة الأميركية

عالم الفلك الأميركي الذي شارك آرنو بنزياس في جائزة نوبل للفيزياء عام 1978 للاكتشاف الذي دعم صورة تكون الانفجار الكبير.

عمل ويلسون في مختبر الهواتف في هولمدل (1963-1976) وبالتعاون مع بنزياس بدأ ويلسون بالتعرف على إشعاعات منبثقة من حلقة الغاز المحيطة بمجرتنا، مجرة درب التبانة، ثم بدأ العالمان يكتشفان خلفية غير معتادة للإشعاعات التي تنفذ خلال الكون بانتظام، هذه الإشعاعات يظهر أنها بقية من الانفجار الأساسي الكبير الحاصل منذ بلايين السنين والذي منه تكون الكون.

ولقد ساهم ويلسون في نشر مقالاته في كثير من المجلات العلمية، والتي كانت تدور حول حساب خلفية درجات الحرارة وحساب الموجات المليمترية للجزيئات الواقعة بين النجوم، وفي عام 1979 أصبح ويلسون عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة العلماء   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالأحد 20 يوليو 2008 - 12:20

بارك الله فيك أبا عمر وزادك من فيض علمه ونفعنا بك ونفع جميع المسلمين

cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: اعرف اكتر عن العلماء العرب 1   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 12:17

أبو منصور الموفق (القرن 4هـ / 11 م)

الموفق بن علي أبو المنصور الهراوي الفارسي، كيميائي وصيدلي اشتهر في القرن الرابع الهجري / التاسع الميلادي، وإليه يُرجع تأسيس علم الكيمياء الصناعية. عاصر الدولة السامانية فكان من أقرب المقربين إلى الأمير منصور بن نوح الساماني الذي حكم بين 350-365هـ / 961 -967م، فذاع صيته لِما عرف عن إسهاماته في حقل الكيمياء.
لقد كان أبو المنصور الموفق من العلماء الواقعيين الذين يؤمنون بالحقيقة لا بالخرافة، ولذا فقد جعل كل تجاربه واهتماماته منصبا على الأمور التي تهم الناس في حياتهم اليومية، بعيدا عن الخرافات التي صاحبت مهنة الكيمياء في عصره. وقد استفاد الناس من تجاربه هذه وابتكاراته الكيماوية أفضل استفادة من الناحيتين المادية والاجتماعية، فكان إذا توصل إلى تحضير دواء يمكن استخدامه، يسارع إلى إخراجه للأسواق ليقبل عليه الناس، فيربح من بيعه كثيرا ويشتري بذلك آلات وأدوات ومواد جديدة تساعده في بحوثه وتجاربه الجديدة.
كان من هذه الابتكارات والإنجازات في مجال الكيماويات والأدوية التي مازالت تنسب له حتى الآن، خاصة ما كان منها متعلقا بعلم الكيمياء الطبية. فقد قام بتحضير مادة قوامها الجير الحي لتنظيف الجلد من الشعر واكتسابه بريقا ولونا يميل إلى الاحمرار، ونصح بتسخين النحاس المؤكسد بشدة لينتج مادة سوداء يستعملها الإنسان ليكسب شعر رأسه لونا أسود لامعا. كما اكتشف مادة لاحمة للعظام تستعمل في معالجة الكسور ، وذلك بتسخين كبريتات الكاليسيوم ومزج الناتج بزلال البيض.

ولقد ساعد أبا المنصور الموفق في تجاربه العلمية هذه أنه كان عارفا بعلوم اليونان وحجة في المعارف السريانية والهندية والفارسية. كما كان صابرا على طلب العلم والدرس والتدقيق والتمحيص، ومحبا للسفر بحثا عن علماء الكيمياء المعروفين ليأخذ منهم ويتعلم على أيديهم، حتى أضحى موسوعة في علم الكيمياء.

ويعد كتابه الأبنية في حقائق الأدوية من أهم الكتب التي نصت على إنتاجه. فقد شمل الكثير من المعلومات عن خواص العقاقير والأدوية وطرق الحصول عليها.

ابن عبدوس ( القرن 4هـ - القرن 10م )
صاعد بن بشر بن عبدوس أبو المنصور الطبيب. لم تحدد الموسوعات أو كتب تأريخ العلوم لابن عبدوس تاريخ ميلاد أو وفاة وإنما ذكرت القرن الذي عاش فيه. عاش في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي.
ولد ابن عبدوس ونشأ ببغداد ، واشتغل بفصد الدم للمرضى بالبيمارستان العضدي . وظل بعمله هذا إلى أن أتم دراسته للطب وصار طبيبا معالجا بين أطباء البيمارستان. وقد كان الأطباء المهرة بهذا البيمارستان وسواه يعالجون أكثر الأمراض مثل: الفالج، واللقوة وغيرهما بالأدوية الحارة تبعا لمؤلفات الأقدمين.
وخالف ابن عبدوس هؤلاء الأطباء ونقل العلاج إلى الأدوية المبردة، فكان أول مَن فطن إلى تدبير العلاج بالتبريد، وصار يعالج مرضاه بالفصد وبالتبريد والترطيب ومنع المريض من تناول الطعام. ونجح ابن عبدوس بعلاجه الجديد لمرضاه وذاعت شهرته، وصار رئيسا للبيمارستان العضدي، واعتمد عليه الملوك والأمراء في علاجهم من أمراضهم. وعندئذ منع العلاج في البيمارستان العضدي بالمعاجين الحارة، واعتمد في العلاج على مياه البذور النباتية ومن أهمها الشعير وكان الأمراء والوزراء يدعونه من كافة البلدان لعلاجهم فيما يفشل فيه الأطباء ومن أهم الأماكن التي سافر إليها الأنبار
وقد اهتم ابن عبدوس اهتماما خاصا بالترياق وتركيبه ومن بين مركباته التي اهتم بها الكافور ، وقد عالج ابن عبدوس كذلك الخليفة المرتضي بالله من لدغة عقرب، وكان يؤمن بأثر الأعشاب الطبية ويلجأ إليها في علاج الأمراض الشديدة مثل السكتة الدموية. وابن عبدوس هو أول طبيب عربي يكتب عن علاج مرض السكر. وله في الطب كتابان وضع فيهما خلاصة تجربته العملية هما: مرض المراقية ومداواته . و مرض الديابيطس ومداواته .

:الجــــلدكي
عز الدين علي بن محمد أيدمر بن علي الجلدكي، عالم كيميائي اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي. ولد في جلدك من قرى خراسان على فرسخين من مشهد الرضا.
درس الجلدكي في قريته العلوم الأساسية، ثم انتقل إلى القاهرة حيث عكف على دراسة الكيمياء. وقد اشتهر الجلدكي بسعة اطلاعه وتبحره في هذا العلم، وكان محبا لنشره بين الناس، ففتح داره أمام طلاب المعرفة، وأفسح صدره لإجابة من يستفتيه في مسألة من مسائل الكيمياء أو في أي فرع من فروع المعرفة.

كما درس الجلدكي تاريخ علم الكيمياء وتابع تطورات هذا العلم بكل تمعن في تاريخ الحضارات التي سبقت الحضارة الإسلامية، ولم يترك كتابا في صنعة الكيمياء إلا تناوله درسا وتعليقا. وكان في حياته عاكفا طيلة الوقت على دراسة مصنفات جابر بن حيان و أبي بكر الرازي في علم الكيمياء وغيرهما من علماء الإسلام، وكان في عمله هذا معروفا بتعليقاته وتفسيراته وشروحه لبعض النظريات والآراء الكيميائية الصعبة للغاية.

وكان كثيرا ما يقف على مسألة غامضة فيضطر إلى السفر من أجلها ليباحث فيها نظراءه في الكيمياء، إلا أن معظم أسفاره كانت إلى دمشق . فكان كثير التنقل بين دمشق والقاهرة إلى ما قبل وفاته.
وكان الجلدكي من العلماء الذين يجرون التجارب بأنفسهم ولا يكتفون بالمعرفة النظرية. ولقد أوصلته تجاربه إلى العديد من الاكتشافات العلمية التي سجلت باسمه عبر التاريخ. فهو أول عالم نبه الأذهان إلى خطر استنشاق الإنسان للغازات والأبخرة الناتجة من التفاعلات الكيميائية وضرورة الاحتياطات الكافية، وهو أول من أوصى بوضع قطعة من القطن والقماش في أنفه، فأوحى بذلك للعلماء حاليا أن يستعملوا الكمامات في معامل الكيمياء. وقد درس القلويات والحمضيات، وتمكن من أن يضيف مواد كيميائية إلى الصودا الكاوية المستعملة في صناعة الصابون للمحافظة على الثياب من تأثير الصودا إذ أنها تحرق الثياب.
وقد وصف الجلدكي بالتفصيل الأنواع المختلفة للتقطير، وشرح طريقة التقطير التي تستعمل حاليا مثل أوراق الترشيح والتقطير تحت الحمام المائي والتقطير المزدوج. وفي وصفه للمواد الكيميائية لا يت رك خاصية للمادة إلا ذكرها وأوضحها، بل إنه يعتبر أول عالم تمكن من معرفة أن كل مادة يتولد منها بالاحتراق ألوان خاصة. واستنتج من دراسته المكثفة أن المواد الكيمياوية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوزان معينة، فوضع بذلك أساس قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيماوي.
وتطرق الجلدكي أيضا إلى دراسة خواص الزئبق معتقدا أن هذا المعدن هو أصل جميع الأحجار. كما درس خواص المعادن المكونة في الطبيعة وله أقوال في خواص معدن الرصاص .

ولم تقتصر بحوث الجلدكي على علم الكيمياء فحسب ، وإنما تطرقت إلى معارف شتى فبحث في الميكانيكا وعلم الصوت والتموج المائي والهوائي. وكان في دراسته للظواهر الطبيعية معتمدا على ما قرأه عن أساتذته ابن الهيثم ، و الطوسي ، و الشيرازي وغيرهم. كما اشتغل بعلمي الطب والصيدلة وله في هذين العلمين نتاج جيد.
ترك الجلدكي عددا كبيرا من المؤلفات معظمها في الكيمياء من أشهرها كتاب التقريب في أسرار تركيب الكيمياء ، وهو موسوعة علمية تضمنت الكثير من المبادئ والنظريات والبحوث الكيميائية، واحتوى على وصف للعمليات المستخدمة فيها كالتقطير والتصعيد والتكليس، وكتاب نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة الذهب ، وفيه اقتباسات عديدة من جابر بن حيان. وكتاب كنز الاختصاص ودرة الغواص في معرفة الخواص ، وهو في قسمين، قسم في الحيوان وقسم ثان في الجماد. وكتاب غاية السرور ، وكتاب البرهان في أسرار علم الميزان ويحتوي على أربعة أجزاء أورد فيه قواعد كثيرة من الطبيعة بما يتعلق بصناعة السيمياء ، وسجل شروحا وتعليقات علمية دقيقة لبعض النظريات الميكانيكية، وكتاب المصباح في علم المفتاح ، وهو عبارة عن خلاصة الخمسة كتب السابقة.

الــــــــــــرازي

الرازي (251-313هـ / 865 -926م)
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، طبيب وكيميائي وصيدلاني وفيلسوف مسلم،اشتهر في القرن الثالث والرابع الهجريين / التاسع الميلادي، وقد بلغ مرتبة رفيعة في الطب حتى لقب بـ "جالينوس العرب". ولد في مدينة الري في خراسان شرقي مدينة طهران حاليا.

عاش الرازي طفولة عادية فلم يختلف في صغره عن رفقائه في شيء ثم اهتم كغيره ممن عاشوا في ذلك الوقت بالدراسات الفلسفية واللغوية والرياضية، ثم تعلم الموسيقى فبرع فيها، وحقق فيها شهرة محلية في بلده كمغن وعازف، وظل على هذه الحالة حتى الثلاثين من عمره، حين عزم على تغيير حياته تغييرا جذريا.
ومن أجل تحقيق هذا التغيير رحل الرازي إلى مدينة بغداد حيث بدأ في دراسة الطب بكل عزم وإصرار، فتعلم فن العلاج الإغريقي والفارسي والهندي والعربي حتى برع فيه. وبدأ العمل في المستشفى المقتدري، في بغداد، ثم عاد راجعا إلى بلده، حيث شغل منصب رئيس الأطباء في البيمارستان الملكي في الري. وكان لذلك يتنقل كثيرا بين بغداد والري، مما أتاح له خبرة عملية كبيرة.
وفي فترة زمنية قصيرة ذاعت شهرة الرازي في طول البلاد وعرضها، حيث أصبح أشهر من عرف بممارسة الطب السريري في وقته. فرحل إليه طلاب العلم من كل أقطار الدولة الإسلامية، فازدحمت قاعات التدريس بالأطباء وتلاميذهم الذين تناقلوا مأثوراته في الطب وقصصه في العلاج بعد وفاته بـ 200 سنة.
أورد ابن أبي أصيبعة: "حدثني بعض أهل الطب الثقات، أن غلاما من بغداد قدم الري وهو ينفث الدم، وكان لحقه ذلك في طريقه، فاستدعى أبا بكر الرازي، الطبيب المشهور بالحذق، صاحب الكتب المصنفة، فأراه ما ينفث ووصف ما يجد. فأخذ الرازي مجسته ورأى قارورته، واستوصف حاله منذ بدأ ذلك به، فلم يقم له دليل على سل ولا قرحة؛ ولم يعرف العلة، فاستنظر الرجل ليتفكر في الأمر، فقامت على العليل القيامة، وقال: هذا يأس لي من الحياة لحذق المتطبب وجهله بالعلة. فازداد ما به وولد الفكر للرازي أن عاد عليه فسأله عن المياه التي شربها في طريقه، فأخبره أنه شرب من مستنقعات وصهاريج، فقام في نفس الرازي بحدة الخاطر وجودة الذكاء، أن علقة (دودة) كانت في الماء فحصلت في معدته، وأن ذلك النفث للدم من فعلها. فقال له إذا كان في غد جئتك فعالجتك ولم أنصرف أو تبرأ، و لكن بشرط أن تأمر غلمانك أن يطيعوني فيك بما آمرهم به، فقال: نعم. وانصرف الرازي فتقدم فجمع له ملء مركنين كبيرين من طحلب أخضر فأحضرهما من غد معه وأراه إياهما وقال له ابلع جميع ما في هذين المركنين. فبلع الرجل منه شيئا يسيرا ثم وقف. فقال: ابلع. فقال: لا أستطيع، فقال للغلمان: خذوه فأنيموه على قفاه. ففعلوا به ذلك وطرحوه على قفاه وفتحوا فاه، وأقبل الرازي يدس الطحلب في حلقه ويكبسه كبسا شديدا، ويطالبه ببلعه شاء أم أبى، ويتهدده بالضرب إلى أن بلعَّه كارها أحد المركنين بأسره، والرجل يستغيث فلا ينفعه مع الرازي شيء، إلى أن قال الساعة اقذف. فزاد الرازي فيما يكبسه في حلقه فذرعه القيء فقذف. وتأمل الرازي قذفه فإذا فيه علقة، وإذا هي لما وصل إليها الطحلب قرمت (مالت) إليه بالطبع وتركت موضعها، والتفت على الطحلب. فلما قذف الرجل خرجت مع الطحلب، ونهض العليل معافى".
ولقد تمثل إسهام الرازي العلمي في عدد كبير الابتكارات والاختراعات التي سجلت باسمه في مجال الطب والصيدلة والكيمياء بما يدل على نبوغه وتفوقه في تلك العلوم. ففي مجال الطب قام الرازي بتجربة الأدوية الجديدة على الحيوانات قبل وضعها للتداول الطبي لمعرفة فعاليتها وآثارها الجانبية.
وفي مجال الجراحة استخدم مادة الأفيون كمخدر في العمليات الجراحية وأمراض الجهاز التنفسي. ومن ابتكاراته أيضا صناعة خيوط الجراحة من أمعاء القطط، واستعمال فتيلة الجرح وتركيب مراهم الزئبق، ومعالجة السل بالتغذية بالحليب المحلى بالسكر، إلا أنه يؤخذ عليه أنه لم يكن يجري العمليات بنفسه بل كان يكلف آخرين بها ويكتفي بالتوجيه والإشراف.
ولقد اهتم أيضا اهتماما كبيرا باختبار مواقع بناء المستشفيات،وضرورة توفر الشروط الصحية والطبيعية في تلك المواقع، وكان منهجه في علاج مرضاه يعتمد على الملاحظات السريرية وربطها بالسن والوضع الاجتماعي والنفسي للمريض. كما كان يتعرف على طبيعة الألم بقياس النبض وسرعة التنفس وأحوال البول والبراز. وإلى جانب نبوغه في الطب فقد كان أيضا طبيبا متميزا في العلاج النفسي فكان يعالج مرضاه بالموسيقى، كما عني عناية فائقة بالمجانين. وقد وضع الإرشادات والنصائح الطبية للأطباء ولعامة الناس ، وله العديد من الأقوال المأثورة في ذلك. ?
من أقوا ل الرازي المأثورة: "الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه، خطر". وقال: "العمر يقصر عن الوقوف على فعل كل نبات في الأرض، فعليك بالأشهر مما أجمع عليه ودع الشاذ، واقتصر على ما جربت".وقال: "ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء، فخطؤه في جنب صوابه يسير جدا". وقال: "إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة". وقال: "عالج أول العلة بما لا يسقط القوة، وما اجتمع عليه الأطباء وشهد عليه الناس وعضدته التجربة فليكن إمامك".
وفي مجالي الصيدلة والكيمياء كان الرازي أول من نادى بفصل الصيدلية عن الطب، وكذلك أول من جعل الكيمياء في خدمة الطب بعيدا عن الشعوذة التي صاحبتها في ذلك الوقت، كما توصل إلى تحضير عدد غير مسبوق من المواد الكيميائية، وأدخل العديد منها في المعالجة الدوائية ففتح بذلك باب الصيدلة الكيميائية. فهو مثلا أول من حضر مادة الكحول بعد تخمير بعض المحاليل السكرية، كما حضر زيت الزاج بتقطير الزاج الأخضر . وعلى الرغم من ابتكاراته الكيميائية الدوائية إلا أنه كان يفضل العلاج بالأعشاب. كما نسب إليه ابتكار قرابة عشرين أداة استخدمها في الكيمياء.
كان الرازي محبا للفقراء يعطيهم العلاج مجانا ،ويعطيهم أيضا مالا ، بينما كان هو يعيش في بساطة وتواضع فأحبه العامة ،كما أن نبوغه وتفوقه العلمي قربه من الملوك والأمراء. كان كل ذلك سببا في حقد زملائه عليه وضيقهم به وبشهرته وبكرمه، فزوَّروا التهم ضده حتى أبعده الخليفة من بغداد إلى مدينته الري وحرمه من كل المناصب التي كان يشغلها بكفاءة واقتدار.

وأقام الرازي في فترة العزلة في منزل شقيقته خديجة بعد أن فقد بصره، وذلك بسبب ما عرف عنه من أنه كان من العلماء الذين يكثرون القراءة ليلا، وخاصة عند النوم. فكان ينام على ظهره حتى إذا أخذته سنة من النوم وهو يقرأ، سقط الكتاب على وجهه، واستيقظ ليواصل القراءة. فكان ذلك سببا في ضعف بصره، بالإضافة إلى أعماله وتجاربه الكيميائية. ولكم كان يوما حزينا في حياة الرازي، عندما جاءه طبيب يجري له عملية في عينيه لإنقاذ بصره. وقبل أن يشرع الطبيب في عمليته، سأله الرازي "عن عدد طبقات أنسجة العين"، فاضطرب الطبيب وصمت. عندئذ قال الراز ي: "إن من يجهل جواب هذا السؤال عليه أن لا يمسك بأية آلة يعبث بها في عيني".

توفي الرازي عام 311هـ / 923 م، مخلفا وراءه كتبا عديدة وصلت وفق بعض الروايات إلى(230) عملا بين مؤلفات كتبها بيده أو ترجمات قام بها من لغات أخرى، تبحث في الفلسفة والعلوم الدينية والفلك والفيزياء والرياضيات، فضلا عن كتب أخرى تبحث في فن الطبخ والشعر الغنائي. ومن أشهر الكتب التي تركها الرازي وتعتبر علامات بارزة في تاريخ العلوم كتاب الحاوي في التداوي وهو أشمل ما ألف في العلوم الطبية، وكتاب المنصوري في الطب وهو مختصر للحاوي، وكتاب الجدري والحصبة وبين فيه لأول مرة الفرق بين أعراضهما، وكتاب برء الساعة وتناول فيه الأمراض التي تشفى في ساعة لبيان احتيال الأطباء في إطالة فترة العلاج، وكتاب من لا يحضره طبيب وهو مرشد للمسافر أو من لم يجد طبيبا في محيطه. أما أشهر مؤلفاته في الكيمياء فتشمل كتاب سر الأسرار ويشرح فيه كيفية تحويل المواد الرخيصة إلى ذهب، وكتاب التدبير ويشرح فيه تحضير المواد الكيمياوية وأهم الأدوات المستخدمة في ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: اعرف اكتر عن العلماء العرب 2   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 12:21

الرمـــــــــــاح
الرماح (000-672هـ /000 -1273م)
محمد بن لاجين بن عبد الله، ويلقب بالرماح وبالذهبي والطرابلسي. ويعرف بابن لاجين. كان عالم كيمياء وأديبا وفارسا عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.

ولد الرماح بطرابلس ، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاده، ولم تذكر الكثير عن حياته. كان الرماح مثل أبيه يهوى الفروسية، ولأبيه كتب فيها، وكان الرماح مهتما اهتماما خاصا بفنون القتال، وبخاصة الحصون والقلاع ، فكان شغله دائما كيفية تدمير الحصون في المعارك الحربية، فهي العائق الأساسي أمام الفتوحات الإسلامية. ودرس الكيمياء واطلع على كتب العلماء السابقين عليه، وبذل حياته في دراسة التركيبات الكيميائية للعناصر المتفجرة التي تستخدم في الحروب.
ومن أهم إنجازاته في علم الكيمياء ابتكاره لاستخدام البارود كمادة متفجرة في الحروب، وتستخدم في المدافع. وقد وصف التركيب الكيميائي للبارود محددا النسب الدقيقة لعناصره: البوتاسيم والكبريت والصوديوم والفحم. ووصف الذخيرة التي تدك في المدفع وبيّن نسبتها. وذلك في كتابه: الفروسية والمناصب الحربية ، وقد وصف في كتابه هذا العملية الجوهرية في صناعة البارود، وهي تنقية نترات البوتاسيم من الشوائب، ووصف طرق استخدام البارود ووظائفه المختلفة في الحروب. وقد اعترف مؤرخو العلوم الغربيون عند اكتشافهم لهذا الكتاب بفضل العرب في اختراع الأسلحة النارية.
واهتم الرماح كذلك بدراسة أدوات الحروب العربية الأصيلة، ومن أهمها الرماح، وذلك في كتابه: الرماح ، فتحدث فيه عن صنع الرمح ومواد صنعه من الخشب اللدن أو من الغاب أو من عود معدني مجوف، وعن صفاته من حيث الطول الذي قد يبلغ ثلاثة أمتار، وعن وزنه وتكوينه وأسنته المشعبة والعريضة والرفيعة والمعوجة والمستوية وغيرها، وتحدث كذلك عن الغرض منها وكيفية استخدامها.
ومن كتبه الأخرى في الفروسية: غاية المقصود من العلم والعمل بالبنود ، و بغية القاصدين في العمل بالميادين وقد ألفه للأمير سيف الدين المارديني أمير حلب .
العــــــــــــــــشاب
سعيد بن هبة الله بن الحسين البغدادي المعروف بالعشاب الطبيب الصيدلي. ولد العشاب ببغداد وعاش بها إلى أن توفى عن عمر بلغ ستة وخمسين عاما. تتلمذ في صباه وشبابه على يد عبدان الكاتب، وعلى أبي كيفات، وعلى يد الطبيب ابن التلميذ بالبيمارستان العضدي ، وأخلص في تعلم الطب والصيدلة ودراسة الفلسفة وصار طبيبا بالبيمارستان العضدي، وصار له تلاميذ درسوا الطب على يده ومن بينهم: الطبيب الفيلسوف ابن ملكا البغدادي .
وقد خدم العشاب المرضى بالعلاج والمتابعة إلى حد الشفاء وفي الوقت نفسه صار طبيبا للخليفة العباسي المقتدي بالله (467هـ -487هـ / 1074 -1094م) ثم خدم ابنه الخليفة العباسي المستظهر بالله، وقد عرف بدقته وأمانته العلمية وروحه المرحة وحب الغير والتفاني في علاج المرضى. وخلال حياته كطبيب ألف كتبا كثيرة طبية ومنطقية وفلسفية كما ألف كتبا في الصيدلة، فالصيدلة والطب كانا إلى زمانه قرنين متلازمين، وقد أشرف العشاب على علاج المرضى النفسيين في البيمارستان العضدي، وكان معروفا عنه أنه حينما يصف الدواء لمرضاه يشرح لهم نوع الدواء وأهميته، وكان يهتم خاصة بقسم الممرورين ، وكان العشاب محبوبا بين مرضاه فلا يكفوا عن مناوشته، وكان يتقبل آراءهم ومناوشاتهم بصدر رحب.
ويروى عن العشاب أنه كان يوما في البيمارستان العضدي بقاعة المكتئبين يتفقد أحوالهم ويتابع تنفيذ مساعديه لعلاجهم، وتقدمت نحوه امرأة وراحت تصف له أعراض مرض أصاب ولدا لها فنصحها العشاب أن تعالجه بالأدوية المبردة وسمعه أحد المرضى بالقاعة، فلم يتردد في السخرية منه: هذه وصفة يصلح أن تقولها لأحد تلاميذك الذين يعرفون أشياء عن قوانين العلاج أما هذه المرأة فأي شيء تعرفه عما تقوله لها عن الأدوية المرطبة والسبيل إلى أن تفهم هذه المرأة عنك أن تصف لها عقارا معينا باسمه تعرفه وتعتمد عليه في علاج ولدها، ولم يكد يدرك صحة قول المريض حتى عاجله المريض بقوله: وإنك قد فعلت ما هو أعجب منه فسأله العشاب عما يقصده، فقال له المريض: إنك أيها الطبيب صنفت كتابا مختصرا في الطب أسميته المغني. أليس كذلك؟فقال العشاب: نعم. فقال له المريض: ثم إنك صنفت كتابا آخر في الطب بسيطا كما قلت وأسميته الإقناع على حين أنه يبلغ أضعاف كتاب المغني في الطب، وكان الوا جب أن يكون الأمر على خلاف ما فعلته في تسميتك للكتابين. وعندئذ ضحك العشاب وقال لمَن حوله: والله لو أمكنني لبدلت اسم كل واحد بالآخر، ولكن الناس قد تناقلوا الكتابين وعرف عندهم كل واحد باسمه ولم يعد لي سبيل إلى تغييره

الكندي
الكندي (185-252هـ / 801 -867م)
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، فيلسوف وطبيعي وكيميائي وفلكي وموسيقي ورياضي اشتهر في (القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي). كتب اسمه بأحرف من ذهب في مجال الفلسفة حتى عرف باسم "فيلسوف العرب". ولد بالكوفة لأسرة عربية أصيلة تمتد أصولها إلى قبيلة كندة. وكانت أسرته ثرية، فكان أبوه حاكما لإمارة الكوفة أيام الخليفة محمد المهدي وولديه الهادي والرشيد، وكان يمتلك أراض خاصة به في البصرة .
توفي والد الكندي وهو ما يزال صبيا فنشأ الكندي يتيما، إلا أنه رأى آثار أبهة الإمارة، وورث بالكوفة بيتا كان من أفخم الدور، ثم انتقل إلى بغداد حيث تعلم الفلسفة وما يتصل بها من علوم طبيعية ورياضية. ولما كانت هذه العلوم في أيدي فئة قليلة من السريان فقد عكف على أخذها من أصولها فتعلم اللغتين اليونانية والسريانية، إلا أنه لم يكن يترجم عنها بنفسه، بل كان يعالج ترجمة النقلة ويصلحها. كما درس العلوم الشرعية فأخذ الفقه عن الإمام أبي حنيفة والقضاء عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. ثم انتقل الكندي إلى بلاط المأمون والمعتصم، فنال حظا كبير باطلاعه على العلوم المختلفة، وقد انفرد الكندي عن كل فلاسفة عصره بمحاولاته الجريئـة في الجمع بين أصول الفقه والعلوم العقلية، والتي مكنته من كتابة رسالة في التوحيد مبنية على طرق أهل المنطق.
قرب المعتصم بالله الخليفة العباسي الكندي، وكان معجبا بسعة علمه وتعدد معارفه، وعهد إليه بتأديب ابنه أحمد، وقد أهدى للمعتصم كتابه الأول المؤلف في الفلسفة، كما أهدى لابنه أحمد كتبا عديدة من مؤلفاته. ولقد عاش الكندي في دار الخلافة فعمل في خدمة الخلفاء وعلاجهم، واستطلاع التوقعات الفلكية لهم، كما عمل في ديوان الخراج، ونظرا لسعة معارفه فكان يجلس أيضا لمنادمتهم. ولقد ساعدته حياته في كنف الخلفاء على جعله أرسطقراطيا في حياته وفي مجالسه وفي تفكيره، وهذا ما جعل عددا كبيرا من كتاباته العلمية تخدم اهتمامات بلاط الخلافـة مثل رسالته في صناعة الزجاج ، والجواهر ، والعطور ، والموسيقى .
ولقد حافظ الكندي على مركزه في بلاط خلفاء سامراء، فكان يحضر المجالس العلمية التي اعتاد الواثق بالله أن يعقدها ويحضرها كبار الأط باء والفلاسفة، ثم جاء الخليفة المتوكل بعد الواثق فقرب الكندي إليه وقدمه في بلاطه، مما أثار عليه حسد الإخوة بني موسى ، إذ كان يعز أن يتفوق عليهم غيرهم في بلاط الخليفة. فسعوا في الوشاية به لدى الخليفة المتوكل، مما ترتب عليه أن صادر الخليفة مكتبته، والتي يعتبرها الكندي أكبر مصيبة حلت به في حياته كلها، وقد شاء الله أن أعيدت له المكتبة مرة أخرى.
لكن الكندي لم يعد إلى سابق عهده في قصر الخلافة، فمات بعد سنوات قليلة مجهولا مغمورا بعد أن عاش ما يقرب من سبعين سنة. وذكر في وفاته إنه كان يشكو ألما في ركبتيه وكان يعالج ذلك بالشراب العتيق، ولما كف عن تناول استخدام شراب العسل لم ينفعه، فقوي المرض عليه فأوجع العصب وجعا شديدا، فأتى الألم إلى الرأس والدماغ فكان سبب موته.
وتتركز شهرة الكندي في حقيقة أنه كتب في شتى فروع المعرفة، فقد صنف في الفلسفة، والسياسة، والأخلاق، والرياضيات، والبصريات، والموسيقى، والفلك، والجغرافيا، والمعادن، والكيمياء، والهندسة، والطب، وعلم النفس. وقد أودع جميع مؤلفاته في مقالات ورسائل وصلت في مجموعها إلى (250) مؤلفا. ولكن مما يؤسف له أنه لم يصلنا معظمها، وإنما وصلنا بعض رسائله في الفلسفة، وفي الطبيعيات، والموسيقى.المجريطي (338-398هـ / 950 -1007م)
أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المجريطي، رياضي وكيميائي وفلكي وطبيعي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مجريط ، ودرس الرياضيات والفلك في الأندلس ونبغ حتى اعتبر إمام الرياضيين الأندلسيين في زمانه حتى لقبوه "بإقليدس الأندلس". لكنه ما لبث أن تنقل بين الدول الإسلامية بحثا عن العلم.
سافر المجريطي إلى بلاد المشرق الإسلامي والتقى بالعلماء في هذه البلاد، فدرس على أيديهم الطب والفلسفة والكيمياء، وبلغ فيها منزلة عالية. كما اهتم بتاريخ الحضارات القديمة واكتشافاتها وكتب بحوثا في التاريخ الطبيعي ، وتأثير المنشأ والبيئة على الكائنات، وكتب عدة فصول للبحث في مملكة المواليد الثلاثة: النبات والحيوان والمعادن.
كانت أهم إنجازات المجريطي في علم الكيمياء أنه حرر هذا العلم من الخرافات التي لصقت به، ومن السحر والطلاسم التي كانت مسيطرة على ذلك العلم في هذا الوقت. وقد بذل قصارى جهده- بكل نشاط- ليبرز هذا العلم على أنه علم شريف، فبدأ يدعو إلى دراسة الكيمياء دراسة علمية تعتمد على التجربة والاستقراء، ولهذا كان يرى أن دراسة علوم الرياضيات ضرورية لطالب علم الكيمياء، كما كان ينصح طلابه أن يتأنوا في دراسة النظريات الأساسية، ويدربوا أنفسهم على إجراء التجارب. وأن يتعودوا على التفكير في المواد الكيميائية، وما يحصل بينها من تفاعل كيميائي، وما ينتج عن هذا التفاعل من أشكال وصور جديدة.
من أقوال أبي القاسم المجريطي في فضل الكيمياء:"لا يجوز لأي رجل يدعي العلم إذا لم يكن ملما بالكيمياء، وطالب الكيمياء يجب أن تتوفر فيه شروط معينة لا ينجح بدونها، إذ يلزمه أن يتثقف أولا في الرياضة بقراءة إقليدس، وفي الفلك بقراءة المجسطي لبطليموس، وفي العلوم الطبيعية (الفلسفة) بقراءة أرسطو، ثم ينتقل إلى كتب جابر بن حيان والرازي ليتفهمها، وبعد أن يكون قد اكتسب المبادئ الأساسية للعلوم الطبيعية يجب عليه أن يدرب يديه على إجراء التجارب، وعينيه في ملاحظة المواد الكيماوية وتفاعلاتها، وعقله على التفكير فيها ".

ولقد توصل المجريطي نفسه من جراء هذا المنهج إلى نظريات هامة جدا في الكيمياء فكان إمام الكيميائيين في الشرق والغرب العربي في عصره. ومن هذه النتائج مثلا: تحويله الزئبق إلى أكسيد الزئبق بعملية تسخين بطيئة. كما كان له تفوق وإنجازات هامة في علم الفلك منها أنه توصل إلى اعتبار خط منتصف النهار مارا بقرطبة بدلا من الموقع التقليدي الوهمي الذي كان معروفا في ذلك الوقت بين الهند والحبشة. والجدير بالذكر أن موقع خط جرينتش المأخوذ به الآن لا يختلف عن الموقع الذي حدده المجريطي إلا بمقدار خمس درجات موجبة ناحية الشرق.
كما اهتم المجريطي أيضا بزيج البتاني وبزيج الخوارزمي وعدّل عن الأخير جداول فلكية كثيرة، فشكَّلت بذلك جداوله أساسا للمؤلفات الفلكية في أوروبا. وفي هذه الجداول نقل التقويم الفارسي إلى التقويم العربي الهجري. وفي مجال الفلسفة تناول المجريطي بالشرح والتعليق رسائل إخوان الصفا فأتاح بذلك إدخال مؤلفات عرب المشرق إلى الأندلس.
وعندما عاد المجريطي إلى قرطبة استقر فيها بقية عمره وقام ببناء مدرسة وضع فيها كتبا كثيرة حملها معه من المشرق فكوَّن مكتبة ذات مكانة علمية كبيرة. ولقد تتلمذ في هذه المدرسة عدد كبير من العلماء في شتى العلوم، كان من أبرزهم: ابن خلدون ، وأبو القاسم الغرناطي، وأبو بكر الكرماني.
ولقد ترك المجريطي عددا كبيرا من المؤلفات في الرياضيات والفلك من أشهرها: كتاب ثمار العدد في الحساب ، وكتاب تمام العدد والمعاملات ، ورسالة في الأسطرلاب ، ورسالة اختصار تعديل الكواكب . وله أيضا في الكيمياء كتاب رتبة الحكيم وغاية الحكيم .

:derisive::derisive::derisive:

الهمداني
الهَمْداني (280-345هـ / 893 -956م)
أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، الملقب بلسان اليمن، كيميائي وفلكي وجغرافي ومؤرخ وفيلسوف وأديب وشاعر اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في صنعاء من أسرة يمنية يمتد نسبها إلى قبيلة هَمْدَانَ إحدى القبائل القحطانية.
ترك الهمداني صنعاء قاصدا مكة المكرمة في شبابه طالبا الجوار هناك فأطال الإقامة فيها. وهناك تلقى العلم عن بعض علمائها كالخضر بن داود، وأبي علي الهجري. فنبغ في الحديث والفقه والتاريخ، ثم ما لبث أن رجع إلى اليمن فنزل صعدة، وفيها درس على يد أشهر مشايخ اليمن هو الأوساني الحميري محمد بن عبد الله. كما عكف الهمداني على دراسة علم الحديث، والشعر، وعلم الأنساب، ومعرفة مواقع البلدان، ثم قرأ كتب القدماء في الفلسفة، ونال بها شهرة جعلته ثاني العلماء العرب الذين اشتهروا بالفلسفة بعد الكندي .
عاش الهمداني فترة صراع بين تيارات سياسية مختلفة، فكان الأئمة الزيديون يسيطرون على اليمن، وقد انضم لمؤازرتهم بعض القبائل اليمنية. وعلى الطرف الآخر كان الأمراء اليعفريون وقاعدتهم صنعاء وقد انضم لنصرتهم معظم قبائل اليمن التي كانت تسيطر عليهم العصبية القبلية. وبين هؤلاء وهؤلاء كان هناك أمراء آخرون من رؤساء القبائل يميلون مع هذه الفئة تارة، ومع الفئة الثانية تارة أخرى. وكان من نتائج هذا الانقسام أن أشعلت العصبية القبلية الحرب بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية، ووجد الهمداني نفسه في وسط هذا الصراع باعتباره قحطاني النسب.
شارك الهمداني في الحروب التي قامت بها بعض القبائل لإزالة مُلك الناصر الزيدي. فأوذي الهمداني بسبب ذلك من قبل الإمام الناصر لدين الله ملك منطقة صعدة التي كان يسكنها الهمداني، فخرج إلى صنعاء فكتب الناصر إلى واليها أسعد بن يعفر فسجنه بها. ولقد سجن الهمداني سنة 319هـ / 931 م ، ثم أخرج وأعيد إلى السجن مرة أخرى، ثم هرب منه، فكانت مدة سجنه 649 يوما.
وبعد هروبه من السجن ظل الهمداني يتنقل بين البلاد فترة طويلة حتى ضعف نفوذ الحكام الذين كانوا يسيطرون على اليمن في عهده، وانتهى به الترحال إلى الاستقرار في بلدة ريدة التي تقع وسط بلاد قبيلته همدان، حيث يقيم أهله، فبقي فيها إلى أن توفي عا م 345هـ / 956 م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاما.
ترك الهمداني تراثا علميا ضخما يقرب من ثلاثة وعشرين كتابا في مختلف فروع المعرفة. فوضع في الجغرافيا كتاب صفة جزيرة العرب ويعتبر من أهم المصنفات العربية في دراسة جغرافيا شبة الجزيرة العربية لما يضمه من وصف لليمن وتهامة والحجاز، وقد استفيد منه في الثمانينات من القرن العشرين في اكتشاف مناجم الفضة والخارصين في جبال اليمن. وصنف في التاريخ والآثار والأنساب كتاب الإكليل الذي ضم فيه أيضا آداب الحِمْيَريِّين. وفي الكيمياء صنف كتاب الجوهرتين العقيقيتن المائعتين الصفراء والبيضاء وهو في تعدين الذهب والفضة.

عبد الله بن أميل
عبد الله بن أميل ( ق3 و 4هـ / 9 و 10م )
محمد بن أميل بن عبد الله بن أميل التميمي عالم الكيمياء والحكيم. عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين. ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عاما لميلاده أو لوفاته أو شيئا عن حياته بالرغم من الدراسات الغربية العديدة التي قامت على أعماله والكثير من الشروح على أعماله من العلماء العرب التالين له.
اهتم العلماء الغربيون المحدثون بأعمال وآراء عبد الله بن أميل، وذلك لجمعه بين الحكمة والكيمياء، فقد كان قصده من العمل الكيميائي إطالة الحياة، وتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة وربط بين هذين العنصرين. فقد أراد عبد الله بن أميل أن يُنشط بالإكسير جسم الإنسان وأن يطهره ويصفيه من عوامل المرض والشيخوخة فتستقر حالته الصحية ويشعر بالنشاط والصفاء فيتخلص من جميع الشوائب. والعامل الذي يصفي جسم الإنسان يستطيع أيضا أن يصفي أجسام المعادن الخسيسة وينقلها إلى الصورة الدائمة التي لا تتبدل. تلك الصورة هي صورة الذهب .
ولعبد الله بن أميل قصيدة وضع فيها خلاصة خبرته في علم الكيمياء أسماها: القصيدة النونية وتدبير الحجر المكرم . وقد شرحها ابن أميل نفسه وغيره من العلماء. ومجموعة من القصائد على حروف الروي. وله كذلك قصيدة بائية في علم الصنعة. ولعبد الله بن أميل العديد من الرسائل والكتب الهامة ومن رسائله: رسالة في الحجر المكرم ، وهي عبارة عن خمس رسائل تناول فيها الأحجار الكريمة بالدراسة والفحص. ولعبد الله بن أميل مجموعة من الرسائل الكيميائية المرتبطة بالعلوم الأخرى مثل الطب والفلك ومنها: رسالة في البيان ، و الرسالة في معنى طبقات الحجر ، و رسالة على الجدول وهي رسالة في علاقة المعادن بالكواكب السبعة ، و رسالة في معنى التزويج ، و رسالة في معنى التركيب ، و رسالة في كيفية الإنسان . تناول فيها نظريته عن صفاء جسم الإنسان. و رسالة الشمس إلى الهلال وهي رسالة تناولها الكثير من العلماء بالشرح. و المباقل السبعة .
ومن كتبه: المفتاح في التدبير ، و مفتاح الكنوز وحل أشكال الرموز ، و مفتاح الحكمة العظمى ، و شرح الصور والأشكال ، و ميزان القمر وميزان الشمس . و الماء الورقي والأرض النجمية . وله مقالة ب عنوان: مقالة واضحة خالية عن الرمز في علم الصنعة الشريفة وهي مقالة سهلة الأسلوب وضع فيها مجمل خبرته بالكيمياء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: اعرف اكتر عن العلماء العرب 3   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 12:28

العراقي
العراقي(000 - 700هـ /000 - 1300م )
أبو القاسم محمد بن أحمد العراقي كيميائي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي .
العراقي من أشهر الكيميائيين العرب الذين جاءوا بعد فترة من الركود في علم الكيمياء ، ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم سنة ميلاد هذا العالم، بل إن الموسوعات العربية قد اختلفت في القرن الذي عاش فيه، فالتهانوي ذكر في موسوعته أنه قد عاش في القرن السادس الهجري / الثانى عشر الميلادي، ولكن العراقي نفسه في مقدمة كتابه: عيون الحقائق ذكر اسم الحاكم في زمنه وهو الملك الظاهر ركن الدين، ومن المعروف أن فترة حكمه قد امتدت من 658 - 676 هـ /1259 - 1374م، أي أنه من المؤكد أن العراقي قد عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، وترجح بعد الموسوعات أنه قد توفي عام 1300 ميلادية. ولكن من المؤكد أن العراقي ولد بالعراق وأنه من أشهر علماء الكيمياء في عصره إلا أننا لا نعرف عن حياته شيئا.
وقد اطلع العراقي على كتب السابقين من العلماء المسلمين في علم الكيمياء ، وبخاصة جابر بن حيان ، واطلع كذلك على تجارب العلماء اليونانيين خاصة عن نظرية تحويل المعادن، والعراقي يبين إمكان التحويل بطريقة منطقية تتفق مع ما هو معروف من أفكار عن أصل الكون وطبيعة المعادن. ومن أشهر مؤلفاته التي ناقش فيها تحويل المعادن كتابه: العلم المكتسب في زراعة الذهب الذي بدأ فيه بالدفاع عن نظرية تكوين الذهب من المعادن الأخرى، ثم انتقل إلى وصف طبيعة الإكسير وطريقة تحضيره، وذكر أن الفلزات الستة أفراد من نوع واحد يختلف بعضها عن بعض في الشكل والخواص، ولكنها ليست كأفراد النوع الواحد من الحيوان أو النبات لأنها قابلة للتبدل، والطبيعة الذاتية كامنة في هذه الفلزات ولا يفرق بينها سوى بعض الخواص العارضة التي يمكن إزالتها، ومن هنا فإنه من السهل تحويل الرصاص إلى فضة، فإذا أثرت النار في الرصاص أصلحته وأنضجته وتطاير الجزء الأكبر منه وتخلفت بقية صغيرة من الفضة، وبهذه الطريقة يمكن الحصول على ربع درهم من الفضة النقية من رطل من الرصاص. وبنفس الطريقة يمكن تحويل الفضة إلى الذهب مع تطهير نار السبك.
وقد أشاد المستشرقون بإنجاز العراقي في علم الكيمياء واعتبروه من مؤسسي نظرية التحويل وكما ذكر هولميارد فالعراقي تكمن أهميته في تفكيره المنطقي المتسق الذي لازمه في مناقشاته للقضايا الكيميائية معت مدا على التجريب في عمله وليس على الإيمان بالسحر، كما كان شائعا في فترة ركود علم الكيمياء قبل العراقي. كما أن أعمال العراقي توضح التقدم الذي وصل إليه علم الكيمياء عند العرب، والذي تأثر به فيما بعد العلماء التالون له.
الطغرائي
الطغرائي (453-513هـ / 1061 -1119م)
أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الملقب مؤيد الدين الأصبهاني المنشئ المعروف بالطغرائي. وزير وعالم كيميائي وشاعر اشتهر في القرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد في مدينة جي من مقاطعة أصبهان من بلاد فارس، بينما يمتد نسبه إلى أصول عربية فهو من أحفاد أبي الأسود الدؤلي. ولقد لقب بالطغرائي نسبة إلى استخدامه الطغراء في كتابته.
عاش الطغرائي في أصبهان أول حياته حيث تلقى العلوم الأولى في مدارسها، ثم انتقل إلى إربل في مقتبل شبابه حيث عمل أمينًا للسرّ. وكان طموحا للغاية فدخل في بلاط السلاجقة وخدم السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان وتولى مدة ملكه ديوان الطغراء، وكان آية في الكتابة والشعر فأصبح ينعت بالأستاذ. ثم تشوقت نفسه إلى الدولة الأيوبية فتنقل في المناصب، وتولى الاستيفاء وترشح للوزارة. وتولى الوزارة في عهد الملك مسعود بن محمد في ولاية الموصل ، ولكن ما لبث أن فقدها بوفاة الملك محمود، إذ سعى السميرمي -وكان يتولى الوزارة في مملكة محمود بن مسعود في أصفهان - مع بعض أعوانه المقربين من الملك محمود أن يحرضوه على إعلان دولة السلاجقة للإقليم الغربي عام 513هـ / 1120 م. فأغاظ هذا الأمر الملك مسعود فسير جيشا تعوزه العدة وصحبه وزيره الطغرائي للقاء جيش الملك محمود بصحبة الوزير السميرمي، فدارت رحى الحرب بينهما في موقع على مقربة من همدان وانتهت المعركة بهزيمة نكراء لجيش الملك مسعود ووقع هو ووزيره الطغرائي في الأسر. فعفا الملك محمود عن أخيه مسعود بينما حكم على الطغرائي بالإعدام عام 515هـ / 1121 م.
عرف الطغرائي كشاعر بالدرجة الأولى وأديب وخطاط، وأن قصيدته التي نظمها في رثاء زوجته التي أحبها وأخلص لها الود وكانت قد توفيت بعد الزواج منه بمدة قصيرة، تعتبر من المراثي الجيدة وأدرجها في هذا الباب كثير من الأدباء المحدثين. كما نظم اللامية في ذم زمانه وتذمره مما كان يكابده وقد لاقت هذه القصيدة شهرة كبيرة وترجمت إلى عدة لغات.

كذلك كان الطغرائي من أشهر من عملوا في ديوان الإنشاء حتى إنه لم يكن في الدولتين السلجوقية والإمامية من يماثله في الإنشاء سوى أمين الملك أبي نصر العتبي.
أما شهرة الطغرائي العلمية فتعود إلى براعته في الكي مياء التي تشير إلى أنه فك رموزها وكشف عن أسرارها. وقد بذل جهودا كثيرة في محاولة تحويل الفلزات الرخيصة من النحاس و الرصاص إلى ذهب و فضة وأفنى في سبيل ذلك جهدا ومالا كبيرين. وقد كتب الطغرائي عن هذه الصنعة وأجاز تحقيقها ولكنه بالغ في حكمة من يتوصل إلى الطريقة الصحيحة، فهو يتطلب ممن يمارس الصنعة أن يجيد الحكمة فكرا وعملا.
يقول الطغرائي في ذكر الصنعة ما نصه: "إن هذا العلم لما كان الغرض فيه الكتمان، وإلجاء الأذهان الصافية إلى الفكر الطويل، استعمل فيه جميع ما سمي عند حكمائهم مواضع مغلطة من استعمال الأسماء المشتركة والمترادفة والمشككة وأخذ فصل الشيء أو عرضه الخاص أو العام مكان الشيء، وحذف الأوساط المحتاج إلى ذكرها، وتبديل المعنى الواحد في الكلام الطويل، وإهمال شرائط التناقض في أكثر المواضيع حتى يحار الذهن في أقاويلهم المتناقضة الظواهر، وهي في الحقيقة غير متناقضة، لأن شرائط التناقض غير مستوفاة فيها، واستعمال القضايا مهملة غير محصورة وكثيرا ما تكون القضية الكلية المحصورة شخصية، فإذا جاء في كلامهم تصبغ أو تحل أو تعقد كل جسد فإنما هو جسد واحد وإذا قالوا إن لم يكن مركبنا من كل شيء لم يكن منه شيء فإنما هو شيء واحد."

ولقد ترك الطغرائي عددا من الكتب تبين نبوغه في مجال الكيمياء من أهمها كتاب جامع الأسرار ، وكتاب تراكيب الأنوار ، وكتاب حقائق الاستشهادات ، وكتاب ذات الفوائد ، وكتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء ، وكتاب مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.

وأخيرا ولي أخرا
جابر بن حيان

تحدثم عنه كثيرا ولكن لا استطيع ان يذكر هذه الكوكبة من العلماء دون ان يكون معهم اليس كذلك
جابر بن حيان (120-198هـ / 737 -813م)
أبو موسى جابر بن حيان عبد الله الكوفي الصوفي الطوسي، مؤسس علم الكيمياء الحديثة. ولد في الربع الأول من القرن الثاني للهجرة / الثامن الميلادي، في بلدة طوس بالقرب من مشهد الحالية. حيث تنحدر أصوله من عائلة عربية معروفـة تنتمي إلى قبيلة أزد في جنوب شبه الجزيرة العربية. وكان أبوه قد هاجر إلى الكوفـة وأقام فيها عقدا من الزمن، وكان محبا للسياسة كما كان أحد المؤيدين للأسرة العباسية ، التي لقى بسببها مصرعه على يد عملاء الخليفة عندما كان في مهمة سياسية في بلاد فارس، تاركا وراءه جابرا الصغير وحيدا.
أُرسل جابر من قبل أخواله إلى الجزيرة العربية حيث درس فيها العقيدة ، والفقه ، والتصوف ثم التحق مؤخرا بحلقة الإمام جعفر بن محمد الصادق والذي كان يعد آنذاك أحد أعمدة الأدب والعلم وبصفة خاصة الكيمياء.
برع جابر في علم الكيمياء على يد أستاذه جعفر، وبفضل رصيد والده عند الأسرة العباسية، وجد جابر طريقه مفتوحا في بغداد في بلاط الخليفة العباسي الخامس، هارون الرشيد. وهناك أصبح جابر صديقا حميما لوزراء الخليفة المقربين من البرامكة، وكان في المناسبات يقدم على أنه طبيب الأسرة الحاكمة. وظل الوضع هكذا حتى طرد الخليفة البرامكة من قصره بسبب تصاعد مستمر في الاختلاف في الآراء، ومعهم فقد جابر منصبه في القصر، فرجع جابر مرة أخرى إلى الكوفـة بلدة والده ، وظل فيها هناك حتى وافتـه المنية.
عاش جابر في الكوفـة حياة غير مستقرة حيث كان عليه أن يرتحل في الليل من مكان إلى آخر، وذلك حتى ينجو من أعين المتطفلين عليه والذين كان يزعجونه باستمرار في معمله بحثا عن الذهب . ويرجع مثل هذا التطفل، إلى أن جابرا كان قد عاش في فترة زمنية شاع فيها الاعتقاد بين الناس، بل الكيميائيين أنفسهم بما فيهم جابر، أنه يمكن تحويل المعادن الرخيصة مثل الحديد و النحاس و الرصاص والزئبق إلى ذهب أو فضة ، وذلك من خلال مادة مجهولة الخواص تعرف باسم الإكسير أو حجر الفلاسفة. ولما كان جابر أحد النابهين في الكيمياء وأحد تلامذة الإمام جعفر الصادق في ذاك الوقت، فقد كان عدد غير قليل من الناس العاديين يتوقعون أن يكون معمل جابر مليئا بالذهب.
لكن في الحقيقة ، وإنه بعد مائتين عام تقريبا وفي أحد شوارع الكوفـة يعرف باسم بوابة دمشق ، وكان يعاد بناؤه، وأثناء ترميم مبانيه القديمة، تم اكتشاف معمل جابر بن حيان. وفي هذا المعمل وجد قطعة كبيرة من الذهب، مما جعل الحلم الذي يراود الكثير من الناس، بأنه يمكن تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، أن يظل حيا.
أما شهرة جابر الحقيقية فتعود إلى تمكنه من اكتشاف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة السيمياء اليونانية القديمة . كما تميز باعتماده على التجربة العلمية، ووصفه خطوات عمل التجارب وكميات المواد والشروط الأخرى. فوصف التبخير والتقطير والتسامي و التكليس والتبلور. كما ابتكر عددا من الأدوات والتجهيزات المتعلقة بهذه العمليات وأجرى عليها تحسينات أيضا، وامتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويم الزجاج ، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها. ومن المواد التي حضرها جابر كبريتيد الزئبق ، وأكسيد الزرنيخ ، وكبريتيد الحديد الكبريتيك ، وملح البارود. كما كان أول من اكتشف الصودا الكاوية، واخترع من الآلات البواتق والإنبيق والمغاطس المائية والرملية.
ومن الجانب الكمي أشار جابر إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسب معينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلى قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة في مجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها. وقد استطاع أن يضع تقسيما جديدا للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس، واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور.
ترك جابر أكثر من مائة من المؤلفات منها اثنتان وعشرون في موضوع الكيمياء، منها كتاب السبعين وهو أشهر كتبه ويشتمل على سبعين مقالا يضم خلاصة ما وصلت إليه الكيمياء عند المسلمين في عصره، وكتاب الكيمياء ، وكتاب الموازين ، وكتاب الزئبق ، وكتاب الخواص ، وكتاب الحدود ، وكتاب كشف الأسرار ، وكتاب خواص أكسير الذهب ، وكتاب السموم ، وكتاب الحديد ، وكتاب الشمس الأكبر ، وكتاب القمر الأكبر ، وكتاب الأرض ، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: القس الذي كشف عن وقود الحياة !   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالخميس 14 أغسطس 2008 - 9:28

القــس الــذي كـشف عن وقــود الحيــــاة !!!


كانت له روح فيلسوف فما كان منه ألا ان يشبع

تشوقه الفكري بملهاة الكيمياء التي جعلت منه " القس الذي كشف عن وقود الحياه "

فبعث برساله يخبرنا فيها عن سر التحول الخطير من قس إلى

مكتشف بارع وكيميائي مجرب .. فكتب يقول :




ولدت في عام 1733م ببلدة فيلد هد بالقرب من ليذر نشأت ودخلت الكهنوت لأكون قسّاً وعندما بلغت الثانية والعشرين من عمري طردت من الكنيسة بسبب آراي الخاطئة ثم أعدت وعينت خوريا في كنيسة صغيرة بمقاطعة سفولك بمرتب ثلاثون جنيها في العام .. كنت أكره التعليم بطبعي ولكني اضطررت إلى ممارسته لصغر مرتبي أخذت اعلم في المدرسة من السابعة صباحا حتى الرابعة ظهرا وبين الرابعة والسابعة مساء كنت أعطي دروسا خاصة وبعد بضع سنوات أصبحت اعلم اللغات في اكاديمية أنشأها المنشقون عن الكنيسة وقد حضرت قليلا من المحاضرات في مبادئ الكيمياء وأعطيت شيئا من وقتي للتشريح وحاولت أن أعطى بعض المحاضرات فيه ..
وعندما بلغت الرابعة والثلاثين ذهبت إلى مدينة ليذر أرعى أمور الكنيسة حيث كنت رب أسرة وأحاول إعاشتها من أحقر مورد .. بغضني الناس وكرهوني لما شذت آرائي في الدين وقد كنت أعاني من تأتأه في لساني ومع كل هذا كنت أحاول جاهدا تحقيق أحلامي فيما وراء الطبيعة .. التقيت في إحدى زياراتي للندن ببنجامين فرانكلين ففجر فيّ حبا للكهرباء فكتبت كتابا في تاريخ الكهرباء ومن هنا بدأت حياتي العلمية فلقد أنسقت وأنا أكتب هذا التاريخ الى تحقيق بضع حقائق كان عليها اختلاف وهذا أدخلني حقلا أكبر من التجارب التي ابتكرها أصحابها أول مرة وقد أنفقت كل ما وقع في يدي من مال على ذلك ..

برستلي والخماره ..
لم تمضي سنوات كثيره حتى حققت كشوف هامه في علم الكيمياء وأعطيت للكيمياء في معملي اكثرما اعطيته للكنيسه فقد أسرتني بحبها ..فشاع اسمي في العلم بالقس الكيموي وتجاربي على الغازات المختلفة جعلت مني خبيرا في طرق تحضيرها وجمعها .. فقد كانت تجمع الغازات في بالونات وهي طريقة متعبة وعقيمة في الجمع حيث أن البالون لا يرى عما بداخله ، فأدخلت لتحضير الغازات طريقه تستعمل حديثا وهي البسيطة حيث يملأ وعاء زجاجي بالزئبق وهو وعاء شفاف ومتين وقوي .. فإذا كان الغاز لا يذوب في الماء أستبدل الزئبق بالماء وهو أخف من الزئبق وأرخص ثمنا .. وبهذه الطريقة أدخلت شيئا لا شك انه جديدا في دراسة الغازات ..
ومضيت ابحث وعرضت الكثير من المواد الصلبة للهب النار فإذا بي اتجه نحو ضوء الشمس واستبدلتها بحرارة اللهب فصنعت عدسة لامه من زجاج ركزت بها أشعة الشمس وسلطتها على أشياء عدة فوجدت أنها تحرق الخشب وغير الخشب وانتهى به إلى ان صنع عدسة كبيره قطرها قدم وبدأت بتسخين الكثيرمن المواد بها ووضعت المادة في وعاء شكله كالجرس وهيأته بحيث يستطيع أي غاز أن يتكون داخله من تسخين الماده بالعدسة فيخرج منه فيجتمع في قاروره فوق حوض من الزئبق ووضعت العدسة خارج الجرس الزجاجي بحيث تتركز أشعتها على المادة التي تختبر وبهذا الجهاز أمكني في يوم الأحد بتاريخ أول من أغسطس 1774 أن يخرج هواء ( غازاً ) من أكسيد الزئبق وكلس الزئبق مسحوق أحمر عرفه من قبل جابر بن حيان وهو يحضر بتسخين الزئبق في الهواء الجوي ..


فــكره عــابــره

حضرت هذا الغاز وكانت بجانبي شمعة تشتعل فتساءلت أي أثر يكون لهذا الغاز على شمعة مشتعلة تحترق ؟
فكرة عابره ولكني قمت بتجريبها ووضعت رأس الشمعة بشعلتها في أسفل الغاز ولاحظت بإن الشمعة لم تنطفئ بل هي على النقيض ازدادت واشتدت في شعلتها كما لم تفعله قبلها شمعة ففرحت لذلك ولكن لم ادري كيف أفسر ذلك وأحضرت قطعة من الفحم متقده فأدخلتها في قارورة أخرى بها هذا الغاز فوجدتها تلمع وتبرق ولم تلبث الفحمة أن اختفت وعجبت اشد العجب فغمست قضيبا من الحديد بعد أن سخنته حتى أحمر فاتقد الحديد وتأجج ( فلم يبقى لعجب القس وتهيجه حد )
فهذه الفكرة العابرة كفكرة الشمعة أحدثت انقلابا وثورة في الكيمياء( حقاً أن الكثير من حوادث الدنيا تجري بتقدير الله أكثر مما يجري به الفكر عمدا حين يشغل أو الخطة المدبرة التي يخطها الناس )
في ذلك الوقت لم أكن أعرف شيئا عن ماهية الهواء وتكوينه بل كنت غارقا في نظرية الفلوجستون ولم أكن أدري أن الغاز الذي حضرته هو غاز الغاز المعروف بالأكسجين فقد كنت مشغول الذهن بالنظرية الفلوجستونية ومع ذلك ظللت ابحث في هذا الغاز العجيب الفعال المستخرج من ذلك المسحوق الأحمر عند تسخينه فبحثت فيه على غير هدى وعلى غير هدف واضح وعلى غير مال وعلى غير أساس من علم الكيمياء .. وقد قمت بتحضير هذه الغازات من ملح البارود وحضرته مصادفه ولكن أتابع البحث والتجريب به
أخذت الرصاص وسخنته تسخينا شديدا في الهواء فوجدت الرصاص يتحول إلى مسحوق احمر وصنعت به ما صنعت بالمسوق الأحمر الناشئ من الزئبق ورقصت فرحا لأني حصلت من هذا المسحوق ما حصلت عليه من مسحوق الزئبق أعني الأكسجين وتأكد ظني بإن الغاز الذي جاء من كلا المسحوقين الأحمرين كان في الهواء فاستنتجت بأن هذا الغاز هو القوة الحيوية التي نجدها في الجو ..


تجربه عجيبة وفئران حبيسة

ثم قمت بتجربة عجيبة حيث نصبت فخاخا لفئران ليسهل أخراجها منها حية فأردت أن اكشف سرا آخرا من أسرار الكون فأخذت وعاءين زجاجيتين متشابهتين بل متطابقتين أحدها بها الهواء العادي وآخري بها مملوءة بالأكسجين فأدخل هذه الفئران بسرعة إلى الوعاء الذي به الهواء فوق الماء وأوقفه على منصة حتى لا يسقط في الماء فيغرق وآخذ فأرا آخرا وأدخله للوعاء الذي به الأكسجين وأوقفه على المنصة كذلك وجلست على كرسي اسلي نفسي وأراقب الفئران وما يجري لها وفجأة وجدت أن الفأر الذي في الوعاء ذي الهواء بدأ يظهر عليه التعب والقلق ويسقط الفأر على جانبه من الإعياء غير واع بعد خمس عشر دقيقه لقد مات الفأر .. أما الفأر في الوعاء الآخر الذي به الأكسجين يتحرك في نشاط بين وتمضي عشر دقائق أخرى ولا يزال الفأر نشط ثم بدأت حركته تأخذ وتبطئ ثم يصيبه إغماء فأسرعت وأخرجته من محبسه فمسسته فوجدت جسمه باردا غاية البرودة وقلبه لا يزال يدق ويسرع بالفأر للنار ليدفئه وبدأت الحياة تعود إليه شيئا فشيئا ولا تمضي دقائق حتى ينشط الفأر كما كان أول مره لقد بقي هذا الفأر في الأكسجين ثلاثون دقيقة وعادت إليه الحياة أما زميله الأخر بقي في الهواء نصف المدة فمات ..
فما السر في هذا ؟ أيجوز أن يكون الأكسجين أنقى من الهواء الجوي ؟
أم أن الهواء الجوي به شيئا يضر بالحياة ؟
وذهبت تلك الليلة إلى فراشي وأنا أفكر في الفئران والأكسجين والهواء ويصبح الصباح لأكمل التجربة على الفئران لأكتشف السر الخفي وراء هذا الهواء فذهبت إلى الوعاء الذي عاش به الفأر ثلاثون دقيقه ليسعدني الحظ فأجد أن الوعاء لا يزال به الأكسجين وأكملت التجارب على عدد من الفئران .. فاقتنعت بصلاح الأكسجين فهذا ما اثبته لي التجارب ولم يعد لي شك في ذلك ..
ولكن اعتزمت أن اجري على نفسي ما أجريته على الفئران فاستنشقت هذا الغاز الذي فيه من أسباب الحياة ما فيه فدهشت لأن الإحساس الذي وجدته منه في رئتيّ لم يختلف كثيرا عن الإحساس الذي أجده في الهواء الجوي .. فرأيت إن هذا الغاز النشط الجديد قد يكون فيه منافع للناس .. واليوم فعلا قد يستخدم الأطباء الأكسجين في أمراض الصدر عندما تتقلص الرئة فلا يستطيع صاحبها أن يأخذ الكفاية من أكسجين الهواء ، وكذلك يستخدمه رجال الحريق حيث يحملون زادهم من الأكسجين عندما يدخلون حجرات خانق دخانها ورجال الإنقاذ عندما يدخلون المناجم ويحمله الطيارون والمتسلقون الجبال اذ هم بلغوا من العلو في الجو ومن هنا بدا لأكسجين يدخل في استخدامات شتى ..
ولقد اقترحت تزويد المنافيخ بالأكسجين من مخازن عظيمه ولكني تركت تنفيذ هذا لروبرت هير مخترع اللهب الأكسجين والهيدرجيني ..
ثم رحلت إلى باريس والتقيت بماجلان فعرفني بأشهر الكيميائيين في باريس فحضرت جمعا من فلاسفة باريس مجتمعين في معمل الكيميائي الشهير لافوا زيه فرحت اصف لهم ما قمت به من تجارب في انجلترا وتناولت الغداء مع لافوازيه ففضت عليه بكل ما قمت به من تجاربي سابقا ولم اكتم شيئا من ذلك وكان لافوا زيه يصغى الى كل كلمه قلتها فما كان من لافوازيه إلا أن أعاد تجارب القس على أكسيد الزئبق الأحمر .. ولم أكن ادري بشيء من النتائج التي قام بها لافوازيه


ترجع شهرتي إلى خماره عامه كانت قرب بيتي في ليذر حيث كنت أقضي وقت الفراغ فيها لأجري تجاربي على الغاز الذي كان يخرج على شكل فقاعات من البراميل التي كانت تصنع فيها البيره فجئت بعيدان من الخشب فأشعلتها وقربتها من هذا الغاز وبالطبع ما أقوم به كان لا يتفق مع كوني قسيس .. لقد كان علمي بالكيمياء قليلا لكن كانت لي قدرة على الملاحظة الدقيقة فقد كان الغاز يطفئ عيدان الخشب التي أشعلتها .. ظننت إن هذا الغاز هو الذي حضره بلاك من تسخين الحجر الجيري ولكني أصبحت غير قادر على جمع كميات كافيه من الغاز في الخمارة لذا تعلمت كيف احضره في البيت وحاولت إن أذيب الغاز في الماء فذاب القليل منه وفي اثناء الدقيقتين او الثلاث دقائق صنعت كوباً متلألئ لذيذ المذاق وهو (محلول مخفف من ثاني اكسيد الكربون )والمعروف حاليا بماء الصودا .. وعرضت كشفي هذا على الجمعية الملكية وحصلت على نوطها الذهبي فكان أو كسب علمي لي فما مارست الكيمياء الا هواية ..


بريستلي وسحابة بيضاء جميله


ثم تابعت سلسلة تجاربي الكيميائية التي كنت اجد فيها الروح والراحة فمزجت ملح الطعام بحمض الزاج ( أي حمض الكبريتيك ) وسخنتهما وحصلت على شيء فات من سبقوني ان يحصلوا عليه فجمعت هذا الغاز فوق الزئبق ليس فوق الماء كما فعل من سبقوني وكان الغاز لا لون له وله رائحة نفاذه اذبته في الماء فما أسرع ما ابتلعه الماء فقد أبتلع الحجم من الماء منه أحجاما فلا عجب إن اخفق من سبقوني في جمعه فوق الماء وهو غاز الهيدروكلوريك الذي يستخدم في تنظيف المعادن وصنع الجلاتين والغراء وقد سمته بحامض المرياتيك وهو ثاني إنتاج عظيم لي في هواية الكيمياء ..
وأكملت تجاربي في تحضير غاز آخر عديم اللون بجمعه فوق الزئبق وكان غازاً نفاذاً ومال على النار ليحرك جمراتها ليشتد احتراقها بينما امتلأ المكان بأبخرة الغاز .. فلم أبالي بخروج الدمع من عيناي حتى حجب الدمع بصري ولم أبالي بخروج اهل بيتي الصغير إلى الشارع ليلتقطوا أنفاسهم جراء اختناقهم من رائحة الغازالنفاذه ..
وبذلك حققت للعلم أول طريقة لتحضير غاز النشادر نقياً واعطيت وصفاً صحيحا لخواص الغاز وهو الغاز الذي استخدم فيما بعد لتجميد الماء ليكون منه الثلج ..
فجمعت الغازين النفاذين عديمي اللون كلوريد الهيدروجين والنشادر جافين وهالتني النتيجة حيث اختفى الغازان ووجدت بدلا عنهما سحابه بيضاء جميله ما لبثت ان ترسبت على جدار الآناء مسحوقاً أبيضا ليس له رائحه نفاذه انه كلوريد الامونيوم الذي يستخدم اليوم في البطاريات الكهربائية الجافه ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

سلسلة العلماء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: القس الذي كشف عن وقود الحياة 2   سلسلة العلماء - صفحة 3 Emptyالخميس 14 أغسطس 2008 - 9:30

أحجية الهواء وسحر الكيمياء


ثم عدت إلى انجلترا فما عدت انظر إلى الهواء على انه عنصر بسيط واحد بل أن لغز الهواء كان على وشك التفسير فلقد عمل من قبلي كثيرون وكتب الصينيون عن شيء اسموه الهواء الفعال الذي يتحد بالكبريت وبعض المعادن الأخرى وأكد كذلك ليورنارد دافنشي في القرن الخامس على أن الهواء يحتوي على جسمين منفصلين كما وردت لمحات سابقة عن ماهية الهواء لكن ضللت الرجل الأوحد الذي حللت اللغز الذي بقي قرونا من غير حل ..
لقد قضى الله ان يكون حل اللغز على يد بريستلي الذي مثل الفكر السائد في قرنه خير تمثيل ولم يكن هذا القس الخارج على الكنيسه أي شيء يصنع بل انه أتخذ من الكيمياء هواية وملهاة يملأ بها فراغ وقته ولكن من هذه الهواية وهذه الملهاة خرج كشف خطير من أخطر اكتشافات الزمان فكشف بريستلي الأكسجين فتغير بكشفه مجرى الكيمياء وتغير تاريخها تغيرا كبيرا ..


ورحل بريستلي

رحل بريستليى إلى امريكا بعد أن ضاقت به انجلترا وما وصل إلى الشاطئ الامريكي حتى استقبله الناس استقبال الفاتحين فقد انتشر ذكره في المستعمرات الامريكيه بأنه الفقيه وأنه العالم وأن الرجل الحر الذي يصدح بآرائه ولا يبالي بمن سر أو ساء ..
فضل بريستلي العيش في مقاطعة نوذمبرلاند بولاية بنسلفينا في هدوء وسلام فبني معملا وبيتا واستقر يكتب ويجرب فكان يخرج من ولاية نوذمبرلاند إلى فيلادلفيا ليحضر اجتماعات الجمعية الفلسفيه الامريكيه .. وفي اواخر عام 1797 م تم بناء معمل بريستلي وقبل ختام القرن قام بأكبر تجربة أجراها في أمريكا وقد كان لا يزال يعمل في الغازات فمرر بخار ماء على جمرات من فحم حمراء وجمع الغاز الجديد الذي نتج الذي نسميه اليوم بأول أكسيد الكربون وفسر كشف هذا الغاز لأول مره ذلك اللهب الذي نراه اليوم ورآه الناس قديما وحديثا فوق نيران الأفران يضطرب ازرقاً خفيفاً ونحن نحضره اليوم بطريقه هي في جوهرها طريقه حضره بها بريستلي في عام 1799 م ..
فلولا أن بريستلي تأثر بنظرية الفلوجستون وتسلط هذه النظريه على عقله وعلى كيانه لكانت كشوفه في الكيمياء أكبر ونتائجها أعظم فلقد آسى بريستلي اكبر الأسى لسقوط هذه النظرية ..
وبالرغم من ذلك لم يكن بريستلي ضيق العقل ولا محدود الفكر نعم آمن بهذه النظرية اونشآ عليها حقا ومع هذا فقد كان واسع الأفق ولم يكن غبيا يتعصب لرأي معين ..
وكان بريستلي عند ذاك قد فاق السبعين من عمره وبدا على جسمه المتعب آثار ضعف ولكن عقله ظل محتفظ بحيويته ويقظته ..
وفي الساعة الثامنة من صبيحة يوم الاثنين 6 فبراير عام 1804 م كان القس العجوز يرقد في سريره وقد أحس بإن النهاية قد اقتربت دعا كاتبه فأجلسه إلى جانبه وأملا عليه بعض الإصلاحات على ثلاث رسائل كان يشتغل بها قبل أن يرسلها إلى المطبعة فكان بريستلي حذرا دائما في كتاباته دقيقا واضح الأسلوب في إملائه ولم تنتصف الساعة بعد ذلك حتى أسلم روحه ..


كانت هذه رسالة بريستلي إلى

منتدى الكيمياء فحياة مليئة بالتجارب والاكتشافات كهذه حولته من

هاوي للكيمياء إلى أحد أبرز علمائها وعباقرتها..
..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة العلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
»  العلماء والدعاة
» فتاوى العلماء فى بدع شهر رجب
» بعض العلماء العرب
» أقوال العلماء فى الشيعة
» أربعة من العلماء فى مأزق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات :: المنتديات العلمية العامة :: نظريات علمية وعلماء-
انتقل الى: